- التصميم الأخضر أولوية عند بناء وتطوير المشاريع الجديدة بهدف الحد من الانبعاثات بنسبة 40%
- فخورون باختيارنا ضمن مؤشر FTSE4Good العالمي الذي يغطي 20 سوقاً ناشئة نظراً لأدائنا في الممارسات البيئية والاجتماعية
- مجلة فوربس اختارت الشركة كإحدى أفضل 3 شركات رائدة في مجال الاستدامة بالمنطقة في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل
كشف نائب رئيس مجلس إدارة شركة أجيليتي طارق سلطان عن أن التزام «أجيليتي» بالاستدامة يعود إلى نحو عقدين من الزمن، ونحن فخورون باختيارنا ضمن مؤشر FTSE4Good العالمي الذي يغطي 20 سوقا ناشئة نظرا لأدائنا القوي في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، مبينا ان مجلة فوربس اختارت «أجيليتي» كإحدى أفضل 3 شركات رائدة في مجال الاستدامة بالمنطقة في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل، وتعتبر «أجيليتي» واحدة من 3 شركات كويتية فقط نجحت في أن تكون عضوة في قائمة أفضل 100 شركة رائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط. وقال سلطان في حوار قبل قمة المناخ العالمية (28 COP) في الإمارات العربية المتحدة نوفمبر المقبل، إن الاستدامة مسألة تتخطى حدود المسؤولية البيئية، والقضايا التي تؤثر على موظفينا والمجتمعات التي تعمل فيها، مشددا على ان «أجيليتي» تركز بشدة على المسؤولية الاجتماعية في تلك المجتمعات لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتعليم والتوظيف، إذ ساهمت الشركة في دعم البرامج والمبادرات التعليمية. وأشار إلى ان «أجيليتي» تؤمن بأهمية الاستثمار في تنمية رأس المال البشري لشبابنا، وقد دعمت «أجيليتي» ما يقرب من 15 ألف طالب في اكتساب مهارات ريادة الأعمال والمهارات الوظيفية من خلال شراكاتها الطويلة الأمد
مع إنجاز ولوياك ومدارس محلية وجامعات ومنظمات مجتمعية. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما مدى أهمية الاستدامة كمحرك للتحول الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي؟
٭ إن حرص كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي على تطوير استراتيجيتها الوطنية الخاصة بتسريع التحول إلى الطاقة الخضراء أمر لم يحدث بمحض المصادفة. ووفقا للبنك الدولي، لو قامت دول مجلس التعاون الخليجي بتطبيق استراتيجية نمو أخضر بغرض المساعدة في تسريع عملية تنويع اقتصاد كل منها، فمن الممكن وبحلول العام 2050 أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة إلى أكثر من 13 تريليون دولار (مقارنة بـ 6 تريليونات دولار بغياب مثل هذه الاستراتيجية)، وبعبارة أخرى، فالتحول إلى الطاقة الخضراء سيؤدي إلى مضاعفة النمو.
ما مدى أهمية الاستدامة بالنسبة لـ«أجيليتي» بشكل خاص؟
٭ يعود التزام «أجيليتي» بالاستدامة إلى نحو عقدين تقريبا، ويشمل كافة شركاتنا ولكل شركة خارطة طريق خاصة بها بحسب طبيعة عملها، والمناطق الجغرافية التي تعمل فيها، ومستوى نضج الاستدامة فيها، بالإضافة إلى أن الاستدامة تمثل نهجنا في الاستثمارات. ونحن فخورون باختيارنا ضمن مؤشر FTSE4Good العالمي الذي يغطي 20 سوقا ناشئة نظرا لأدائنا القوي في مجال الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. كذلك، تم الاعتراف بنا من قبل مجلة فوربس كإحدى أفضل ثلاث شركات رائدة في مجال الاستدامة في المنطقة في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل، وتعتبر «أجيليتي» واحدة من ثلاث شركات كويتية فقط نجحت في أن تكون عضوة في قائمة أفضل 100 شركة رائدة في مجال الاستدامة في الشرق الأوسط.
ما أهداف أجيليتي الطويلة المدى في مجال الاستدامة، وكيف تخططون لتحقيقها؟
٭ بشكل عام، نحن نؤمن بضرورة إرساء مستقبل أكثر نظافة واخضرارا وأمانا وإنصافا، وأكثر مرونة لسلاسل الإمداد العالمية، وهذا يعني الاستثمار في الابتكار والعمل على الحد من التأثير البيئي في شركاتنا، واستخدام مواردنا ومساهماتنا المجتمعية لخلق فرص لبلدان الأسواق الناشئة والنساء واللاجئين والشركات الصغيرة، وبالتالي إرساء معايير عالية في العمل العادل والاستعداد للاستجابة والمساهمة عند حدوث كوارث إنسانية ونزاعات يمكننا معالجتها بخبرتنا.
هل يمكنكم تسليط الضوء على المبادرات التي أطلقتها أجيليتي للحد من الانبعاثات الكربونية في عملياتها؟
٭ لكل شركة من شركاتنا خارطة الطريق الخاصة بها، وسأتناول بعض الأمثلة التي تشمل أكبر شركاتنا التابعة:
وضعت شركة مينزيز للطيران أهدافا قائمة على العلم لتحقيق صافي صفر انبعاثات عبر جميع النطاقات الثلاثة بحلول العام 2045، يتضمن ذلك اتباع نهج (الكهرباء أولا) لشراء معدات دعم المجموعة الجديدة (GSE)، والتي تتضمن الكثير من المركبات الأرضية التي قد تراها في المطارات. وتبرم مينزيز أيضا عدة شراكات في القطاع لتسريع اعتماد وقود الطيران المستدام وزيادة نسبته لتصل الى 10% من إمدادات الوقود العالمية بحلول العام 2030 (والتي تمثل حاليا 1%).
تتطلع شركة ترايستار المتخصصة بالخدمات اللوجستية للوقود إلى تحقيق صافي صفر انبعاثات بحلول العام 2050، وتعمل ترايستار مع دعاة حماية البيئة والمجتمعات لاستعادة المنظومة البيئية وحماية المستوطنات الحيوية الطبيعية، وتستخدم المياه المعاد تدويرها لإجراء عمليات الاختبار المائي للصهاريج ما يسهم في توفير المياه والمال. وقد قامت بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية والتي حققت ما يزيد على 791 ألف كيلوواط/ ساعة من انتاج الكهرباء في الإمارات منذ عام 2021، وتستعد الآن لإطلاق أنظمة الطاقة الشمسية في مرافق تخزين إضافية في الدولة. وتحرص ترايستار على استخدام الطاقة الشمسية في المستودعات وتحسين كفاءة عمليات الشحن الخاصة بها، وتتوقع بدء تشغيل أول بارجة ساحلية هجينة في عام 2024. وهي تساعد عملاءها في المنطقة على التحول لمصادر طاقة مستدامة. وعلى سبيل المثال، ساعد مشروع ترايستار السعودي المشترك في إدارة أول شحنة من الأمونيا الزرقاء، وهو وقود جديد رائد منخفض الكربون، وذلك من المملكة إلى اليابان. وأيضا، فإن ترايستار عضو مؤسس في تحالف First Movers، وهو مبادرة لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة تتمثل أحد أهدافها باستخدام الوقود ذي الانبعاثات الصفرية في ما لا يقل عن 5% من الشحن في أعماق البحار بحلول العام 2030.
تعمل أجيليتي للمجمعات اللوجستية على بناء مجمعات تخزين جديدة مستدامة، ويعد المستودع الكبير لها في الرياض أول منشأة في دول الخليج تحصل على شهادة EDGE Advanced، ما يعني أنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من غيرها في السوق بنسبة 40% على الأقل. وتستعد أجيليتي للحصول على المزيد من شهادات EDGE لمنشآتها في الهند وساحل العاج. في الكويت، تخطط الشركة لبناء مشروع جديد يتميز بنظام تبريد يخفض استهلاك الكهرباء من أجهزة التكييف بنسبة 40% ومعالجة مياه الصرف الصحي بنسبة 100% لإعادة استخدامها للتبريد والري.
بالإضافة إلى ذلك، تستثمر مجموعة أجيليتي في شركات التكنولوجيا التي تقود الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بما في ذلك النقل بالشاحنات الكهربائية وتوليد الطاقة الحرارية الشمسية والمزيد.
كيف تدعم أجيليتي المجتمعات المحلية وتعزز الاستدامة في المناطق التي تعمل فيها وفي الاقتصادات النامية؟
٭ بالنسبة لنا، نرى أن الاستدامة هي مسألة تتخطى حدود المسؤولية البيئية، والقضايا التي تؤثر على موظفينا والمجتمعات التي نعمل فيها مهمة بالنسبة لنا، نحن نركز بشدة على المسؤولية الاجتماعية في تلك المجتمعات لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتعليم والتوظيف. لقد ساهمنا في دعم البرامج والمبادرات التعليمية التي طالت أكثر من 675 ألف شاب على مدار الـ17 سنة الماضية في أكثر من 30 دولة. ومن خلال عملنا مع المنظمات غير الربحية، قمنا بتوفير الدعم للمبادرات الخاصة بالأطفال اللاجئين في مصر وماليزيا، وبرامج مهارات البرمجة في غانا والكويت، والمدارس في تنزانيا والهند، وبرامج ريادة الأعمال في السعودية وغيرها الكثير. وعلى صعيد آخر، ساهمنا ولسنوات عديدة من خلال خبراتنا في جهود الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء العالم، حيث عملنا على توفير الغذاء والدواء والإمدادات الحيوية للأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب.
ما الدور الذي تقومون به من أجل تعزيز الاستدامة في الكويت؟
٭ يتركز تأثيرنا في الكويت على مجالين رئيسيين: الجانب التجاري. والمتمثل بتطوير بنية تحتية مستدامة لدعم النمو الاقتصادي، والجانب المجتمعي. من خلال استثمارنا في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والمهارات الرقمية لشبابنا.
تضع أجيليتي مبادئ التصميم الأخضر في الاعتبار عند تطوير وبناء المشاريع الجديدة الخاصة بمستودعات التخزين، بهدف الحد من الانبعاثات بنسبة 40% مقارنة بسوق مشاريع البناء الجديدة. ويعتبر مبنى المقر الرئيسي لشركتنا في الكويت واحدا من المباني القليلة في الكويت الحاصلة على شهادة LEED الفضية، حيث تعمل وحدات تكييف المبنى بالطاقة الشمسية الحرارية بنسبة 100%.
وهذه البنية التحتية التي توفرها أجيليتي تدعم بدورها الصناعة، فهي تساعد الشركات الكويتية الصغيرة والمتوسطة والعلامات التجارية المحلية على الازدهار. أجيليتي تدعم أكثر من 550 شركة صغيرة ومتوسطة في الكويت من خلال توفيرها لحلول أعمال متنوعة كالمستودعات الجاهزة، والمستودعات المصممة لتناسب طبيعة العمل، وورش العمل الحرفية، ومرافق الصناعات الخفيفة. وهذا أمر مهم لأن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي محرك الوظائف في معظم الاقتصادات، كما أن تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة يمثل أولوية وطنية حاسمة بالنسبة للكويت.
وعندما يتعلق الأمر بالمجتمع، فإننا نؤمن بأهمية الاستثمار في تنمية رأس المال البشري لشبابنا. وقد دعمت أجيليتي ما يقرب من 15.000 طالب في اكتساب مهارات ريادة الأعمال والمهارات الوظيفية من خلال شراكاتها طويلة الأمد مع إنجاز ولوياك ومدارس محلية وجامعات ومنظمات مجتمعية. ويتضمن ذلك شراكة أجيليتي مع CODED التي ساعدت في تدريب أكثر من 1.300 طالب وطالبة في بناء المهارات الرقمية والبرمجة، شكلت الفتيات قرابة الـ 50% من مجموع المتدربين
كيف توازن الشركة بين أهداف الاستدامة والاعتبارات الاقتصادية والربحية؟
٭ دعنا لا نبحث في مقدار الكلفة التي تجعلنا قادة في مجال الاستدامة، ولنسأل أنفسنا عن تكلفة عدم المشاركة؟ الاستدامة ليست باهظة الثمن كما يعتقد الناس. أولا وقبل كل شيء، فإن جوهر الموضوع متعلق بالتغيير الثقافي وإرساء الانضباط الإداري للفكر ودمج عدسة الاستدامة في كل جانب من جوانب ثقافة ممارسة الشركات لأعمالها وصنعها للقرار. فالاستدامة تساهم في دفع الكفاءة التشغيلية، وزيادة قدراتنا التنافسية وتحفيز الموظفين وإشراكهم، خصوصا أن معظم الناس يفضلون العمل مع الشركات السباقة في مجال الاستدامة.
ويلعب عامل التكلفة دورا أكبر عندما يتعلق الموضوع بالأصول المادية، وهنا ينبغي أيضا الأخذ بالاعتبار تكلفة التقاعس عن القيام بذلك. لنفترض أنك تقوم الآن ببناء مستودع للتخزين أو تشتري سفنا جديدة، فهذه استثمارات طويلة الأجل، وهنا عليك أن تفكر في التغيرات التي يشهدها العالم فيما يخص اللوائح والقوانين (مثل قوانين البناء الجديدة، وقواعد الشحن العالمية) والتقنيات الجديدة وتفضيلات العملاء أثناء اتخاذ هذه الخيارات، ويجب أن تفكر بنظرة طويلة المدى، لأن ذلك سيساعدك على البقاء في الطليعة، ولذلك فكر في الاستدامة كأداة ووسيلة لتأمين مستقبل أفضل لأعمالك.