- التركمان يحذرون من اقتتال داخلي في الإقليم
تسارعت وتيرة التطورات ذات الصلة بالاستفتاء المرتقب حول استقلال إقليم كردستان في 25 الجاري، حيث أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أمرا بإيقاف الاستفتاء، فيما استبقته تركيا بإجراء مناورات عسكرية على الحدود.
فقد أعلن مدير المكتب الاعلامي للمحكمة العليا العراقية اياس الساموك في بيان امس أن المحكمة أصدرت أمرا ولائيا بإيقاف اجراءات استفتاء في اقليم كردستان، نظرا «لتوافر الشروط الشكلية القانونية في الطلبات المقدمة في هذا الصدد»، وذلك لحين حسم الدعاوى المقامة بعدم دستورية اجراء الاستفتاء.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان الاخير طلب رسميا تعليق خطط إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان. وأوضح مكتب العبادي في بيان إن المحكمة الاتحادية العليا وافقت على طلب العبادي «بشأن عدم دستورية إجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق».
والمحكمة معنية بحسم النزاعات بين الحكومة المركزية والأقاليم وبينها كردستان لكنها لا تملك سبيلا لفرض قراراتها على الإقليم. كما تقدم عدد من النواب والسياسيين العراقيين بطلبات لدى المحكمة العليا للبت بعدم دستورية اجراء استفتاء اقليم كردستان.
وفي سياق ذي صلة، أعلن الجيش التركي بدء مناورات عسكرية على الحدود مع العراق، وذلك نحو قبل أسبوع من الاستفتاء على استقلال أكراد العراق والذي تطالب أنقرة بإلغائه.
وشاركت أكثر من 100 قطعة عسكرية أغلبها دبابات في المناورة التركية على مقربة من معبر الخابور الحدودي مع العراق، كما شاركت مركبات تحمل الصواريخ ومدافع هاوتزر، وفق ما أوردت وكالة دوجان للأنباء.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مؤخرا إن استفتاء اقليم كردستان يعتبر «مسألة أمن قومي» بالنسبة لأنقرة، محذرا من أنها ستتخذ الخطوات «الضرورية» تجاهه.
ولم تعلن تركيا طبيعة الخطوات التي ستتخذها في حال مضت كردستان في خططها، لكن الحكومة قدمت موعد اجتماعين لمجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي ليعقد الاجتماعان يوم الجمعة المقبل، أي قبل ثلاثة أيام من موعد الاستفتاء لبحث الوضع مجددا.
الى ذلك، قال رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد صالحي، إنهم طالبوا الولايات المتحدة بعدم إعطاء تنازلات لحكومة كردستان، من شأنها إلحاق الضرر بتركمان العراق، مقابل تأجيل استفتاء الانفصال.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده صالحي مع السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، مبينا أن الأخير نفى وجود تنازلات وضمانات بهذا الصدد.
ونوه صالحي الى أن الخيارات المقدمة لإقليم كردستان بشأن تأجيل الاستفتاء قد تتم مناقشتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحا أن المناطق التي ستتم مناقشتها بين بغداد وأربيل هي مناطق تركمانية، مبينا أن التركمان لديهم علامات استفهام حول المقترحات المقدمة للإقليم.
وأعرب صالحي عن قلقه من مخاطر حدوث صراع تركماني - كردي، وعربي - كردي فيما لو تم الإصرار على إجراء استفتاء الانفصال في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها.