- تعلمت الكثير من خادم الحرمين الشريفين
- التحدي الكبير الأول الذي يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به
- ارتداء المرأة السعودية للعباءة ليس شرطاً والأهم التزام الحشمة
- إيران تؤوي عناصر«القاعدة» وترفض تسليمهم
بدأ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، امس، زيارة رسمية للولايات المتحدة الأميركية.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن هذه الزيارة تأتي «بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز»، حيث سيلتقي الأمير محمد بن سلمان خلالها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعدد من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد أجرت قناة «سي بي اس» الأميركية مقابلة مع ولي العهد السعودي، ضمن برنامج 60 دقيقة قبيل زيارته إلى واشنطن.
وقال الأمير محمد بن سلمان أن الموت وحده سيوقفه عن مواصلة مسيرته الإصلاحية في المملكة، مؤكدا أن التحدي الأكبر الذي يواجهه هو أن يؤمن الناس بما يقوم به.
وأكد ولي العهد السعودي في المقابلة التي أجرتها معه المذيعة نورا أودونيل، أن المملكة ستنشر أكبر قدر من المعلومات عن المتطرفين، ليعرف العالم دورها في محاربة التطرف.
وأشار إلى أنه «بعد 1979 أصبحنا ضحايا للتطرف وخاصة من جيلي»، لافتا الى ان المدارس في المملكة تم غزوها من قبل عناصر الإخوان المسلمين، وبين أنه لايزال البعض منهم موجودا، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن جند 15 سعوديا في أحداث 11 سبتمبر، بهدف إحداث شرخ بين المملكة والغرب عموما وبين الرياض وواشنطن خصوصا.
وفيما يتصل بإيران، أكد ولي العهد السعودي أنها ليست ندا للسعودية، سواء اقتصادي او عسكري، مشيرا إلى أن طهران تؤوي عناصر تنظيم «القاعدة» وترفض تسليمهم، كما أن الفكر الإيراني تسلل إلى أجزاء كبيرة من اليمن.
وقال انه يعتبر المرشد الأعلى للثورة في إيران، «هتلرا جديدا»، لأنه يتبع سياسة توسعية، وأوضح قائلا: «إنه يريد تنفيذ مشروعه في الشرق الأوسط بصورة تشبه تلك التي تصرف بها هتلر، الذي أيضا سعى للتوسع، وكثير من الدول في أوروبا والعالم كله لم تتفهم مدى خطورة هتلر حتى حصول ما حدث».
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت السعودية بحاجة إلى الأسلحة النووية من أجل التصدي لطهران، قال ولي العهد السعودي: «إن السعودية لا تريد امتلاك أي قنبلة نووية، لكن لا شك في أننا سنتخذ إجراءات مناسبة حال تطوير إيران قنبلة نووية لها.
من جهة أخرى، أكد الأمير محمد بن سلمان أن التوقيفات التي حصلت ضمن حملة مكافحة الفساد تمت بناء على القوانين والإجراءات المرعية، وشدد على أن ما تم من توقيفات كان ضروريا، قائلا: «ما قمنا به كان ضروريا ويتطابق مع القوانين، وقد حصلنا على أكثر من 100 مليار دولار من تسوية مكافحة الفساد».
وشدد على أن الهدف الأول من ذلك هو معاقبة الفاسدين وليس تحصيل الأموال.
وفيما يتعلق بالمرأة السعودية وحقوقها، قال: «لقد قطعنا شوطا لمنح المرأة حقوقها ولم يبق الكثير، ونعمل على قانون مساواة راتب المرأة بالرجل قريبا».
وأوضح ان المملكة تعمل على مبادرات من أجل المساواة بين الرجل والمرأة، لاسيما في الراتب والوظائف، لافتا إلى أنه بعد أشهر قليلة ستبدأ المرأة بالقيادة، كما أن النساء اليوم لم يحصلن على كل الحقوق التي ضمنها الإسلام، ولكن المملكة تعمل على ذلك.
ولفت الى ان القوانين لا تلزم النساء صراحة بارتداء عباءة سوداء أو غطاء رأس أسود، مؤكدا أن اتخاذ القرار الخاص بالملابس متروك للنساء في إطار الاحترام والحشمة. وعندما سئل حول قيادة المرأة للسيارات في المملكة، أشار ولي العهد السعودي إلى أنه تم تأسيس معاهد لتعليم القيادة، سيتم افتتاحها قريبا، مؤكدا انتهاء مرحلة الصعوبات بالنسبة للمرأة.
وعن التحدي الأكبر الذي يواجهه أكد ان «هناك الكثير من التحديات وأعتقد أن التحدي الكبير الأول الذي يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به»، مؤكدا في الوقت نفسه «لقد نجحنا في العديد من النواحي في السنوات الثلاث الأخيرة».
وردا على سؤال حول ما تعلمه من والده خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد ولي العهد السعودي أنه تعلم منه الكثير، وقال: «الملك سلمان يعشق التاريخ، وهو قارئ نهم لكتب التاريخ». وتابع كاشفا أنه حين كان صغيرا، كان الملك سلمان يعطي كل واحد من أولاده كتابا ليقرأه خلال الأسبوع، وعند نهاية الأسبوع كان يأتي ويسأل كل واحد منهم حول محتوى الكتاب وما تعلمه.
وأضاف: «لطالما قال الملك، إن قرأت تاريخ آلاف السنين فهذا يعني أنك امتلكت خبرة آلاف السنوات».
وردا على سؤال حول إمكانية أن يحكم المملكة لمدة 50 عاما او اكثر بعد أن يتولى الحكم، أجاب الأمير محمد بن سلمان بابتسامة: «الأعمار بيد الله. والله القدير وحده الذي يتحكم بالأعمار، فهو وحده العليم بما إذا كان الإنسان سيعيش لمدة 50 عاما أم لا». وتابع قائلا: «إذا جرت الأمور كما هو متوقع، فلربما يحصل هذا».
وردا على سؤال حول ما إذا كان شيء قد يمنعه من متابعة مسيرته الإصلاحية التي أطلقها، قال ولي العهد السعودي: «وحده الموت سيوقفني»!