عواصم - خديجة حمودة ووكالات
24 ساعة فاصلة تشهد ترتيبا للأولويات والأجندات قبل لقاء قمة مرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب غدا الأربعاء في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 72، في وقت تعج فيه المنطقة بالقضايا الملتهبة ووسط قيام القاهرة بدور محوري في تلك الأزمات يتطلب التنسيق المشترك.
وبيّن اللقاء الأول الذي جمع السيسي وترامب منذ عام، حين كان الأخير مرشحا للرئاسة الأميركية واللقاء الرابع المرتقب غدا حدثت تطورات كبرى على مستوى العلاقات الأميركية - المصرية والتي شهدت تعاونا ملحوظا على مستوى جميع المجالات، واستطاعت قيادتا الدولتين طي صفحة الماضي التي شهدت فترات توتر ملحوظ بسبب سياسة الرئيس السابق باراك أوباما.
هذا التطور في العلاقات بلغ ذروته خلال استقبال ترامب للرئيس السيسي في البيت الأبيض أبريل الماضي حيث بحث الجانبان عددا كبيرا من الملفات الثنائية والإقليمية، بما في ذلك محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ثم القمة الثالثة التي جمعتهما في الرياض على هامش اجتماعات القمة الإسلامية السعودية، والتي شهدت مباحثات معمقة حول محاربة الإرهاب، والأزمات في كل من سورية، والعراق، واليمن، وليبيا وسبل إنهاء معاناة شعوب هذه الدول الشقيقة.
وبحسب رصد بموقع «اليوم السابع» الإخباري فان اللقاء المرتقب غدا الأربعاء، يأتي في وقت حساس تمر به المنطقة حيث هناك قضية محورية ستفرض نفسها على مباحثات المستوى الثنائي بين القاهرة وواشنطن وهي مواجهة الإرهاب، والأزمة الخليجية الحالية.
وارتباطا بالإرهاب يأتي ملف جماعة الإخوان الإرهابية في المرتبة الثانية على أجندة المباحثات، حيث يتزامن لقاء السيسي وترامب مع محاولات للجماعة الإرهابية لتقليب الكونغرس على مصر من خلال زيارة جديدة لعمرو دراج القيادي في الجماعة إلى الولايات المتحدة، وهنا دعا خبير معهد واشنطن الأميركي لدراسات الشرق الأدنى إريك تراجر، المسؤولين الأميركيين وأعضاء الكونغرس إلى توخي الحذر خلال لقاءاتهم مع الإخوان وأن يبقوا تطرف التنظيم في أذهانهم، موضحا أن عمرو دراج لديه مصلحة واضحة في الحشد ضد الحكومة المصرية، لكن يجب ألا يكون للمسؤولين الأميركيين مصلحة في منح دراج انتصارا دعائيا بالترحيب به في مكاتبهم، وهو ما سيسعى إليه القيادي الإخواني بالتحديد.
وشدد تراجر على ضرورة أن يتحلى المسؤولون الأميركيون وأعضاء الكونغرس بالحكمة ويرفضون طلبات اللقاء لأن الإخوان جماعة تسعى إلى الإطاحة بالحكومات الحالية في المنطقة، ولا ينبغي أن يكون لواشنطن مصلحة في السماح للإخوان بتحقيق انتصار دعائي بمنح دراج جمهورا خلال زيارته.
وإلى جانب قضايا مكافحة الإرهاب التي ستسيطر على المباحثات ذات الشق الثنائي فهناك عدد من القضايا الإقليمية والتي تلعب فيها القاهرة دورا بارزا ستكون حاضره بقوة خلال المناقشات، حيث يأتي الملف الفلسطيني في المقدمة خاصة بعد نجاح القاهرة خلال اليومين الماضيين في جمع وفدي حركتي «حماس» و«فتح» واتخاذ خطوات إيجابية في اتجاه إتمام المصالحة الفلسطينية، بعد أن حلت حركة حماس اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق الوطني لممارسة عملها في القطاع، والموافقة على إجراء الانتخابات.
وبجانب القضية الفلسطينية قامت مصر بدور فعال على الساحة السورية، حيث شاركت في الفترة الأخيرة في توقيع هدنة الغوطة الشرقية بمشاركة روسيا، إضافة إلى الملف الليبي وجهود مصر في جمع الأطراف لتحقيق مصالحة سياسية تضمن وحدة واستقرار ليبيا، وهى الملفات التي سيتم الإطلاع على تطوراتها في المباحثات بين القاهرة وواشنطن.
لقاء «مصري - إماراتي»
وكان السيسي قد استهل مجموعة لقاءته في مقر إقامته بنيويورك، بلقاء وزير خارجية الإمارات ورئيس الوفد الإماراتي في اجتماعات الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الشيخ عبدالله بن زايد، بحضور وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، حيث تطرق اللقاء إلى بحث القضايا والملفات العربية والإقليمية والموضوعات المطروحة أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة ما يتعلق بالأزمات القائمة بالمنطقة.
وقد اشاد السيسي بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومؤكدا أهمية مواصلة العمل على تطويرها في شتى المجالات.
كما أشار إلى أن المرحلة الراهنة بما تفرضه من تحديات تستلزم تضافر جميع الجهود العربية لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة محاولات التدخل في شؤون الدول العربية وزعزعة استقرارها.
بدوره، أعرب الشيخ عبدالله بن زايد، عن اعتزاز الإمارات بالعلاقات المتميزة مع مصر، مؤكدا أهمية مواصلة العمل على تعزيز أطر التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين، كما أشاد بمستوى التنسيق والتشاور المكثف مع مصر للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب، مشيرا إلى أهمية التكاتف العربي والوقوف صفا واحدا في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية.
لقاء «مصري - سعودي»
كما استقبل السيسي، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان، حيث تناول اللقاء عددا من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما سبل التوصل لحلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، بما ينهي المعاناة الإنسانية لشعوبها ويحافظ على مقدراتها.
وقد نقل السفير الأمير خالد بن سلمان للرئيس السيسي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، مؤكدا قوة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وحرص المملكة على تعزيزها في مختلف المجالات.
بدوره، اكد السيسي اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين، مشيرا إلى أهمية تدعيم أواصر هذه العلاقات على جميع الأصعدة، بما يساهم في تعزيز التضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية.