وضع الملف السوري على «نار روسية» حامية جدا على مايبدو من خلال الاتصالات والاجتماعات التي أجراها ويجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل غياب أميركي شبه تام عن الملف.
إذ وبدون اعلان مسبق، وصل الرئيس السوري بشار الاسد الى سوتشي في زيارة لم يعلن عنها الا أمس، حيث التقاه بوتين قبل يومين فقط من القمة التي تضمه الى جانب نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والايراني حسن روحاني في منتجع سوتشي ذاته. وقبل أيام قليلة من انطلاق الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف.
وبالعودة الى لقاء بوتين ـ الأسد المفاجئ، قال الكرملين انه استغرق اربع ساعات. وحسب لقطات بثها التلفزيون، قال بوتين للأسد «أريد ان أهنأكم على النتائج التي تحققت في سورية في مجال مكافحة الإرهاب»، وأضاف «ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصرا كاملا على الإرهابيين. لكن بالنسبة لجهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سورية فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل». وأضاف «حان الوقت للانتقال الى العملية السياسية». وابلغ الأسد انه سيجري اتصالات مع نظيره الاميركي دونالد ترامب حول تسوية النزاع السوري وكذلك مع قادة عدد من الدول العربية بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لإجراء «مشاورات» حول الوضع في سورية. وتطرق بوتين ايضا الى مؤتمر الشعوب السورية في سوتشي، التي اعلنت موسكو مرة أخرى أمس تأجيله. وقال «أود بشدة أن أناقش معكم المبادئ الرئيسية لتنظيم العملية السياسية وعقد مؤتمر شعوب سورية الذي تدعمونه». وأضاف «أود أن أستمع لتقييمكم للأوضاع اليوم وآفاق تطورات الوضع بما في ذلك وجهة نظركم تجاه العملية السياسية التي، في رأيي، يجب أن تجري في نهاية الأمر تحت رعاية الأمم المتحدة».
ومما يسلط الضوء على أهمية الجيش الروسي في دعم بقاء نظامه، قدم بوتين الأسد إلى مجموعة من كبار القادة العسكريين الذين حضروا إلى مقر بوتين في سوتشي.
من جهته، قال الأسد الذي توجه الى سوتشي من دون وفد مرافق، «نحن مهتمون بدفع العملية السياسية قدما. لا نريد ان ننظر الى الوراء ونحن مستعدون لحوار مع كل الراغبين فعلا في حل سياسي»، حسب تصريحات ترجمت الى الروسية.
ورأى الخبير الروسي ازدار كورتوف ان زيارة الأسد الى روسيا تدل على «اهمية ابلاغ الكرملين بموقف السلطات السورية فيما يتعلق بالتسوية المستقبلية وانه مهتم بالقمة المقبلة مع الرئيسين الايراني والتركي». وأضاف «من غير المرجح ان يكون ذلك تعبيرا عن الدعم السياسي من قبل الكرملين للأسد، فذلك يمكن ان يتم بوسائل اخرى».
وتكتسب زيارة الأسد اهمية كونها تأتي قبل ساعات من اجتماعه مع زعيمي إيران وتركيا الشريكتان في اتفاقات خفض التصعيد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان قمة سوتشي تسعى قبل كل شيء الى «اعادة اطلاق المحادثات المباشرة بين الحكومة السورية وكل اطياف المعارضة».