بعد تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع العمليات العسكرية في شمال سورية شرقا حتى الحدود العراقية، وإعلان مسؤولين روس عزم موسكو زيادة قواتها في سورية، تبدو الحرب السورية مقبلة على مزيد من التصعيد على أكثر من جبهة، إذا أخذ في الحسبان أيضا التهديدات الأميركية بضرب النظام من جديد. وغداة سيطرة الجيشين التركي والسوري الحر الكاملة على عفرين، قال أردوغان إن تركيا ستستهدف أيضا مناطق الميليشيات الكردية حول منبج وعين العرب «كوباني» ورأس العين وصولا الى القامشلي. وكذلك ضد المسلحين الأكراد في شمال العراق.
وتزامنت هذه التصريحات مع قيام القوات التركية والسورية المعارضة المشاركة في عملية «غصن الزيتون» بتمشيط عفرين، بعد الضربة القاسمة التي وجهتها لقوات سورية الديموقراطية «قسد» التي تسيطر عليها وحدات الحاية الكردية.
في هذه الأثناء، ندد قياديون في المعارضة السورية وشخصيات كردية بأعمال النهب التي تعرضت لها عفرين نتيجة الفوضى العارمة التي خلفها انسحاب المسلحين الأكراد. وقال محمد علوش، القيادي في فصيل جيش الإسلام المعارض، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، في تغريدة على موقع «تويتر» إن «ما حدث من نهب وسرقة للممتلكات الخاصة والعامة في عفرين جريمة وسقوط أخلاقي لمن قام به». وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «فوضى عارمة».
ورأى الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير أوغلو أن «خسارة عفرين تشكل ضربة كبيرة لمشروع الحكم الذاتي الكردي».
ويزيد التقدم التركي في عفرين من تعقيدات الحرب المتشعبة الأطراف في سورية، مع سعي القوى الدولية المؤثرة الى تكريس نفوذها في الميدان.
وفي الغوطة الشرقية، عاد القصف الجوي والصاروخي من قبل قوات النظام والطيران الروسي، على مدينة دوما بعد هدوء نسبي رافق ادخال بعض المساعدات برعاية الأمم المتحدة. وقال المجلس المحلي لمدينة دوما، إن النظام استخدم أمس الأول شتى أنواع الأسلحة حتى المحرمة منها دوليا من عنقودي ونابالم وغازات سامة استهدف المدنيين وتجمعاتهم في المساجد والمدارس، بحسب شبكة «شام» الإخبارية. وسجلت دوما أكثر من 40 غارة جوية، في حين تحدث المرصد عن مقتل أكثر من 20 مدنيا فيها وما يزيد على 14 في باقي مدن الغوطة الشرقية.
وأوضح المجلس في بيان له إن القصف استهدف أيضا مستودعات المجلس المحلي التي تحوي مساعدات الأمم المتحدة، ما أسفر عن احتراق جزء كبير من المساعدات كما أصيب عدد من حرس المستودع والإداريين ولم تستطع فرق الإسعاف الوصول إليهم من شدة القصف.
وإلى جانب دوما تعرضت مدن وبلدات عربين وحرستا وزملكا وحزة وعين ترما لعشرات الغارات الجوية المكثفة والعنيفة، خلفت عدد من القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء.
وبعد أشهر قليلة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النصر التام وسحب القسم الأكبر من قواته في سورية، أعلنت موسكو إمكانية زيادة عدد قواتها من جديد ردا على التهديدات الأميركية بتنفيذ ضربات جديدة ضد النظام السوري، ما يشي بمزيد من التعقيد. وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، إن «العملية في سورية في حال اكتسبت وتيرة جديدة، أو وصلت لمستويات حرجة قد تحتاج لقرارات زيادة عدد القوات».
ويتزامن ذلك، مع تحذيرات متكررة من قبل أميركا وحلفائها (فرنسا وبريطانيا) بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري في حال ثبت استخدامه الأسلحة الكيماوية.
النظام يدين ويطالب تركيا بالانسحاب من عفرين
وكالات: نددت وزارة الخارجية في سورية بسيطرة الجيش التركي وفصائل الجيش الحر على عفرين وطالبت «القوات الغازية» بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.
وقالت الخارجية في رسالة وجهتها الى الأمم المتحدة وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «سورية تدين الاحتلال التركي لعفرين وما يقترفه من جرائم وتطالب القوات الغازية بالانسحاب فورا من الاراضي السورية التي احتلتها».
وأكدت «الخارجية السورية» أن «الممارسات والاعتداءات التركية لا تهدد حياة المواطنين ووحدة أرض وشعب سورية فحسب بل تطيل امد الحرب خدمة للارهاب». ووصفت السيطرة على المدينة بانه «عمل غير مشروع».