- فصائل درعا والقنيطرة تتوحد في غرفتي عمليات استعداداً للعمليات العسكرية
بدأت تداعيات تصعيد النظام السوري العسكري بالظهور على شكل حركة نزوح جماعي هو الأكبر منذ توقيع «اتفاق خفض التصعيد» في الجنوب الذي توصلت اليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن في يوليو الماضي.
وأسفر القصف المدفعي والصاروخي الكثيف عن نزوح نحو 12500 مدني فروا من بلدة بصر الحرير ومناطق مجاورة في درعا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال موقع «عنب بلدي» من جهته، إن عشرات العائلات نزحت من مناطق عقربا والطيحة وزمرين في منطقة «مثلث الموت» إلى قرى نمر الحارة وجاسم المجاورة.
كما شهدت مناطق ريف درعا الشرقي المتاخمة لريف السويداء نزوح المئات من المدنيين نحو الحدود الأردنية.
وقال الناشط الاعلامي محمد ابراهيم الموجود في بلدة بصر الحرير لوكالة «فرانس برس» ان «قرى بأكملها نزحت».
وأضاف: «ترك الآلاف منازلهم في بلدات بصر الحرير والحراك والمليحة الشرقية والمسيكة المجاورة خوفا من قصف النظام».
وأفاد «عنب بلدي» بأن هذه البلدات تعرضت لقصف صاروخي. وأضاف أن قوات النظام استهدفت بلدة المليحة الشرقية وحدها بأكثر من 200 قذيفة صاروخية، أسفرت عن دمار في المنازل.
ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر وقالت إنها «قلقة بشدة على سلامة نحو 750 ألف مدني» في جنوب سورية بسبب تصاعد القتال.
وتحدثت عن معارك وقصف في بلدات عديدة بشرق وغرب محافظة درعا. وأعلنت مقتل 20 شخصا وإصابة كثيرين في القصف والمعارك.
ومنذ أسبوع تروج شبكات موالية للنظام أن المعركة ستبدأ «خلال ساعات» تحت مسمى «وأد الفتنة».
من ناحيتها، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن سلاح المدفعية في الجيش نفذ «رمايات مركزة» على مواقع في مدينة الحراك وبلدة بصر الحرير. وقالت وسائل إعلام رسمية إن قذائف صاروخية أطلقها مسلحو المعارضة من محافظة درعا أسفرت عن مقتل مواطنين اثنين في مدينة السويداء التي تسيطر عليها الحكومة شرقا.
ونقلت «رويترز» عن نسيم أبو عرة قائد فصيل «قوات شباب السنة» المعارض قوله: «بعد الانتشار تبين نية النظام السيطرة على منطقة بصر الحرير واللجاة شرق درعا». مضيفا أنه جرى تصعيد القصف.
في المقابل، ردت فصائل المعارضة باستهدفت مطار الثعلة العسكري وكتيبة الرادار، ما أسفر عن حرائق في كتيبة الرادار، بحسب المراسل.
وخاضت المعارضة معارك عنيفة لصد هجوم النظام في منطقة صما، الفاصلة بين محافظتي درعا والسويداء، وسيطرت على حاجز اللجان المتواجد شرق المنطقة، بحسب ناشطين.
وتزامن ذلك مع إعلان فصائل «الجيش الحر» العاملة في الجنوب تشكيل غرفة عمليات مركزية مشتركة لصد العملية العسكرية المرتقبة.
وقالت الفصائل ان التشكيل يأتي بهدف تنظيم وتخطيط وقيادة الأعمال القتالية.
كما شكلت فصائل أخرى من الجيش الحر في محافظة القنيطرة غرفة عمليات مشتركة، بعد ساعات من اندماج فصائل درعا في غرفة عمليات مركزية.
وفي بيان مشترك لفصائل القنيطرة، سميت الغرفة «النصر المبين»، وقالت إنها لحفظ المناطق «المحررة» من الحملات العسكرية التي تهدف لتهجير أهلها.