- «التخطيط» يستشرف ما يناسب تنفيذ رؤية 2035 في كل المجالات كالتعليم والصحة والبيئة والتنافسية بأشكالها المختلفة
- الجزر الخمس ومدينة الحرير ستوفر المبالغ اللازمة لتنفيذ الرؤية التنموية
- التنافسية تعني حفظ كرامة الإنسان وحمايته من جميع المخاطر التي تواجهه في المستقبل
- الأنصاري: قاطرة التنمية ومحركها الأساسي «التعليم» وجودة التعليم مفتاح التنمية الشاملة والمستدامة
آلاء خليفة
شدد وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد على أهمية الاعتماد على العنصر البشري في عملية التنمية المستدامة لتحقيق رؤية البلاد لعام 2035، داعيا الى العمل بجدية لتحقيق تلك الرؤية.
ودعا وزير شؤون الديوان الأميري في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء في افتتاح مؤتمر كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدولي السابع «تحديات التنمية رؤية مستقبلية»، الذي اقيم برعايته أمس على مسرح الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي بالشويخ، الى تجاوز الصعوبات التي تواجه تحقيق تلك الرؤية من خلال الاستفادة من الطاقات البشرية وتنميتها لاسيما الشباب باعتبارهم عماد المستقبل.
وأوضح أنه يتم من خلال المجلس الأعلى للتخطيط استشراف ما هو مناسب لتنفيذ رؤية الكويت 2035 في جميع الانشطة في التعليم والصحة والبيئة والتنافسية بأشكالها المختلفة والتي مع الأسف نحن بعيدون كل البعد عنها.
وأضاف: لقد بدأ الإخوة في المجلس الأعلى للتخطيط الأول والثاني في اعادة رسم السياسات التي تؤهلنا الى 2035 بما يعطينا فرصة كافية ووقتا كافيا لان نغير من انفسنا حتى نكون من المجتمعات التي تستطيع ان تنافس، موضحا أن التنافسية قد تكون كلمة بسيطة ولكن نختصرها في شيء أساسي حيث انها تعني حفظ كرامة الإنسان وحمايته من جميع المخاطر التي تواجهه في المستقبل.
وفيما يتعلق بمستجدات التعاون الكويتي مع الدول الأخرى، بين الشيخ ناصر أن الكويت وقعت قبل سنة مع الصين كشريك استراتيجي في مشروع الحزام والطريق أو ما كان يسمى قديما «طريق الحرير»، والآن هناك تعاون كامل في هذا الموضوع فالكويت تتوقع زيارة الرئيس الصيني قريبا، والصين حريصة على الاستفادة من الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة حيث إن شمال الكويت أقرب المخارج لها وهو أقرب لها حتى من بعض المناطق الصينية، فبالتالي شمال الخليج اعطاها بعدا ثمينا جدا لاستغلالها والعمل فيها.
وأضاف أن الجميع يعرف ماذا يعني شمال الكويت بالنسبة لنا وبالنسبة للعالم، موضحا ان الكويت جاورت حضارتين انسانيتين وكان لهما عطاء عظيم للعالم فأول الأحرف الأبجدية بدأت من عندهم، والكويت كذلك فيها احدى الحضارات المهمة ومازال عدد من الباحثين والمؤسسات العلمية العالمية تساعدنا في الحفريات، ففي منطقة جال الزور منطقة مهمة يشار إليها بـ «الفترة العبيدية» والممتدة من شمال البصرة الى الكويت وتصل الى الألف التاسع قبل الميلاد والى الآن لم يتضح عطاؤها للغير.
وتابع: لقد بحثنا في ابعاد كثيرة حيث كنا نخاف في الزمان الماضي من خط برلين «حيث اننا نحس في خطر على الكويت» ولكن بفضل الله لدينا مجلس التعاون الخليجي والخطوط الحديدية التي ستصل الى شمال الكويت ومن ثم من شمال الكويت الى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر او حتى العبور عبر تركيا الى شرق اوروبا، وهذه نظرة طموحة الى رؤية صاحب السمو الأمير، والعمل عليها مستمر وبجدية وتقابلنا بعض المعضلات من هنا أو هناك ولكن ان شاء الله بالإمكان تجاوزها لأنه لا يمكن ان نعتمد على مادة واحدة ناضبة فلابد ان نعتمد على الإنسان.
وأشار الشيخ ناصر إلى أن من القضايا التي سيبحثها المؤتمر القضية الاجتماعية فنحن للأسف لا نعطي للإنسان كل الإمكانيات التي تجعله مبدعا لأننا نرى التوظيف عندنا «المكان الذي يحتاج الى ان يخدمه اثنان يعين فيه 200 موظف»، فبالتالي لا يمكن ان ترى الإبداع لدى الشخص ولكن بالتحول من هذه الوضعية التي نعيشها الى رؤية 2035 اصبح لدينا وقت نساعد فيه الإنسان على ان يبدع، والدولة عندها الإمكانية الآن وقد لا تكون بهذه القدرة بعد فترة معينة.
ولفت الى ان كل الحوار الآن هو ان التحول الى 2035 سيكلف مبالغ طائلة فهل نأخذها من رصيد الأجيال ام نحصل عليها من اماكن اخرى من خلال استغلالها واستثمارها ويكون لنا منها عائد كبير من دون المس بحقوق الأجيال المستقبلية ومن هنا جاءت فكرة الجزر ومدينة الحرير.
وذكر ان الدراسة الأولية للجزر أقامتها احدى المؤسسات التي تملك الدولة فيها 70% وأوضحت أنها مبدعة كمؤشرات مبدئية وتخلق اكثر من 200 الف وظيفة غير نفطية ومبلغ يفوق 35 مليار دولار ولكن الأهم من هذا كله انها تؤمن حماية مهمة للبلد بسبب المخاطر التي لا تهدد الكويت فقط بل العالم كله.
وتابع قائلا: ستكون هناك البورصة العالمية وأهم المناطق الخاصة بالعبور كما سيكون هناك أيضا ميناء مبارك بالتعاون مع الدول الأخرى مثل العراق وايران والصين ومجلس التعاون وسيخلق نشاطا تجاريا غير عادي وكذلك هناك أنشطة مختلفة، وقد كان المشروع يضم الجزر الخمس والآن أصبحت الجزر الخمس ومدينة الحرير، ونتمنى ان توفق الدولة بإدارتها ومخططيها وان تساعد في بناء خط جديد ومهم يجهز الإنسان الكويتي للمنافسة الحقيقية في 2035.
تحديات كثيرة
من جانبه، اكد مدير جامعة الكويت ا.د.حسين الأنصاري الى ان تحديات التنمية كثيرة وكبيرة ومن اهمها التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والأخلاقية وهناك شبه اجماع بين آراء الباحثين ومتخذي القرار وتقارير التنافسية العالمية على أن قاطرة التنمية ومحركها الأساسي هو «التعليم» وجودة التعليم هي مفتاح التنمية الشاملة والمستدامة.
وشدد الأنصاري على ان موضوع التنمية المستدامة اولوية لجامعة الكويت اذ يتوافق مع رسالتها ودورها في طرح القضايا المجتمعية والتنموية المهمة وبناء كوادر وطنية فاعلة وقادرة على العطاء والقيام بالدور المنوط بها لمواجهة التحديات التي تفرضها المستجدات الحديثة، وتأتي اهمية هذا المؤتمر من حيث طرحه لقضايا تنموية مهمة مرتبطة بدور العلوم الاجتماعية والعلوم المتصلة وإسهامها في مجالات التنمية وغيرها من القضايا التي تشكل محاور رئيسية في خطط الدولة التنموية.
وذكر الأنصاري ان نجاح التنمية في اي دولة أساسه النظام التعليمي وكفاءته فعملية بناء الإنسان وتنمية قدراته وبناء منظومة معارفه ومهاراته وقيمه لا تتم الا من خلال التعليم، فمن يصنع التنمية هو الإنسان الأعلى تأهيلا وتدريبا على ان يكون التعليم والتأهيل والتدريب متوائمين مع متطلبات التنمية واحتياجاتها.
وتابع قائلا: ولتحقيق ذلك نحتاج الى مراجعات مستمرة لتقييم مسيرة التعليم العام والتعليم الجامعي للوقوف على أوجه الخلل وتطويره وفق المعايير العالمية وحاجة سوق العمل وخطط الدولة، واشراك القطاعات الأخرى في الدولة (القطاع الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني) كشريك رئيسي في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، كما نحتاج الى الخروج من النظم التقليدية في قياس الأداء المؤسسي والاعتماد على مؤشرات اداء حديثة، بالإضافة الى تفعيل مشاركة المرأة والشباب بشكل اكبر في برامج التنمية.
وذكر الأنصاري ان من المسؤوليات الرئيسية التي تقع على جامعة الكويت اسهامها في غرس بذور العمل التنموي وترسيخ مبادئه، ولا شك ان المواضيع والقضايا التي ستتم مناقشتها في هذا المؤتمر تلامس اهتماما كبيرا في الوقت الراهن ومن هنا يأتي دور كلية العلوم الاجتماعية والكليات الأخرى في التركيز على الإنسان وبنائه فرأس المال البشري هو الأساس في تحقيق التنمية بجميع ابعادها.
بدوره، أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د.حمود القشعان أن كلية العلوم الاجتماعية استجابت لنداء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في كلمته «حافظوا على الكويت» و«عملية بناء الوطن لا بد أن تواكبها عملية بناء الإنسان» متخذين من كلمات سموه نبراسا ومنهجا تسير عليه الكلية وتسعى لتنفيذه.
وقد تم ضمن فعاليات المؤتمر تكريم العمداء السابقين لكلية العلوم الاجتماعية من قبل وزير شؤون الديوان الأميري ومدير جامعة الكويت وعميد كلية العلوم الاجتماعية، حيث تم تكريم كل من أ.د.عبدالرضا أسيري، أ.د.يعقوب الكندري، أ.د.علي الطراح، كما تم تكريم الأساتذة المتقاعدين وهم د.شملان العيسى، د.خالد الشلال، د.فاطمة حسين العبدالرزاق.
الأنصاري لـ«الأنباء»: خبرات عالمية لدعم الابتكار بريادة الأعمال لدى الطلبة
كشف مدير جامعة الكويت د.حسين الأنصاري في تصريح لـ«الأنباء» على هامش حفل الافتتاح ان من ضمن استراتيجية جامعة الكويت المستقبلية لتنمية وتطوير مهارات الطلبة هي دعم وتشجيع الابتكار في ريادة الأعمال، معلنا عن الاتفاق مع مؤسسات مختلفة في الكويت لدعم مشاريع الطلبة.
وذكر الأنصاري ان كلية العلوم الادارية نظمت الأسبوع الماضي محاضرات تعريفية للطلبة بهذا الخصوص، لافتا الى انه تمت الاستعانة بخبرات عالمية في هذا المجال لتدريب الطلبة وايضا اعضاء هيئة التدريس لتشجيع الابتكار.
وكشف الأنصاري ان التنمية المستدامة تعد من توجهات الخطة الاستراتيجية لجامعة الكويت، مؤكدا على اهمية التنمية في مناهج التعليم وتطويرها بما يتماشى مع المستجدات العالمية وكذلك مع احتياجات الكويت واولويات الحكومة وخطتها الاستراتيجية.
كما ركز الأنصاري على اهمية دور الشباب والمرأة في التنمية اليوم بالكويت بمختلف المجالات.