آلاء خليفة
أكدت رئيسة قسم فحص الانسجة بالادارة العامة للادلة الجنائية بوزارة الداخلية د.نادية الكندري أهمية ما تتركه وسائل التواصل الاجتماعي من تأثير على المراهقين والاطفال، لافتة إلى أن هذه القضية تهم كل اسرة سواء داخل المنزل او خارجه وكذلك في محيط العمل والمجتمع بشكل عام.
جاء ذلك خلال جلسة قضايا اجتماعية صحية عن «الاثار السلبية للاعلام الطب مجتمعي» ضمن جلسات مؤتمر «تحديات التنمية: رؤية مستقبلية» الذي تقيمه كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، والتي ترأسها اسشاري الصحة العامة بوزارة الصحة والناطق الرسمي باسم الوزارة د.احمد الشطي وحضرها عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الرئيس الاعلى للمؤتمر أ. د .حمود القشعان.
وتحدثت الكندري خلال الجلسة عن الطفل الياباني «يوما سوريانتو» والذي يبلغ من العمر 10 سنوات ويدرس في المرحلة المتوسطة والذي بدأت رحلة الاكتشافات لديه منذ ان كان عمره 6 سنوات وكان يعاني في كل عطلة اسبوع من تحديد المطعم الذي سيخرج له مع افراد اسرته ومن هنا جاءته فكرة تصميم اول برنامج له عندما كان عمره 6 سنوات وموجود حاليا على الابل ستور وهو عبارة عن برنامج يحدد اقرب مطعم للشخص الذي يبحث في البرنامج ونوع الطعام الذي يقدمه وردود افعال الناس عن هذا المطعم، موضحة ان الولايات المتحدة تبنت هذا الطفل ويعتبر حاليا اصغر موظف سنا في شركة ابل ستور العالمية واصغر مصمم برامج حول العالم.
وعلى صعيد متصل، اشارت الكندري الى دراسة قامت بها احدى شركات الابحاث في اليابان وهي عبارة عن دراسة مقارنة بين عامي 2005 و2015 حيث اوضحت الدراسة ان في 2005 كان استخدام التلفزيون والعاب الكمبيوتر هو الاكثر انتشارا اما 2015 فزاد استخدام الايباد والاجهزة الذكية بمختلف انواعها.
متابعة: كما قامت ذات المؤسسة اليابانية بعمل دراسة تخص المرحلة العمرية من 3 الى 8 سنوات لمليون ونصف طفل وكشفت نتيجة الدراسة ان 75% من تلك الفئة العمرية من المليون ونصف كانت لديهم هواتف نقالة واجهزة ذكية واثبتت الدراسة ايضا انه لا علاقة بين دخل الاسرة ومستواها مع امتلاكهم للهواتف النقالة.
وافادت الكندري بان بعض جهات الاختصاص تطلق على الطفل اليوم «انشتاين بيبي» وذلك بسبب استخدامه وتفوقه في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاجهزة الذكية بشكل يفوق تفوق الكبار، موضحة ان معظم الاطفال اليوم مبدعين في استخدام الاجهزة الذكية.
وتحدثت الكندري عن تطور المخ والدماغ من عمر الولادة الى عمر الـ 80 عاما، لافتة الى ان تطور المخ في سنوات عمر الانسان يستلزم تغذية الطفل بالثروة العلمية المفيدة له في هذا العمر.
ومن ناحية اخرى، تحدثت الكندري عن الاثار السلبية من استخدام الاجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي ومنها فقدان القدرة على التواصل الحقيقي في العالم الخارجي وعدم التحكم بالتعاطف مع الاخرين، بالاضافة الى وجود قواعد جديدة في اللفظ واللغة والتأثير الكامل على الانطوائية وايضا اثر ذلك على الانتحار.
وافادت الكندري بان المراهقين والاطفال اليوم يتابعون «الفاشونستات» ويحرصون على معرفة ادق تفاصيل حياتهم من حيث ماركة الملابس التي يرتدونها والمطاعم التي يذهبون اليها واصبحوا بالنسبة لهم «اصدقاء افتراضيين» بل يعرفون عنهم تفاصيل تفوق ما يعرفونها عن اصدقائهم الحقيقيين وهذا الامر قد يؤدي الى العزلة والاحباط وحدوث الكثير من المشاكل الاجتماعية.
وتحدثت الكندري عن موضوع تشخيص سبب الوفاة بدون استخدام المشرط وانما باستخدام الاشعة المغناطيسية واشعة الرنين المغناطيسي.
وعرضت قضية لطفل توفى لاسباب جنائية، موضحة انها عندما كانت تدرس في الولايات المتحدة الأميركية وقاموا بتشريح جثة هذا الطفل ووصلوا للمخ والرئة ظهرت علامات واضحة تؤكد كتم النفس بما يؤكد ان سبب الوفاة جنائي، لافتة الى انه بعد الانتهاء من القضية ذكر الضابط المسؤول عنها بان اخ الطفل الصغير قام بتقليد ما قام به احد دكاترة وسائل التواصل الاجتماعي الذي كان يطبق عملية التنفس الصناعي على دمية ومن ثم قام الاخ بتطبيق ما شاهده على اخيه الصغير بما ادى الى وفاته.
واعلنت الكندري عن وجود 475 «فاشونستات» بالمجال الطبي بمختلف تخصصات الطب في الكويت وذلك بسبب انتشار التواصل الاجتماعي الطبي في الكويت، موجهة رسالة لاولياء الامور بضرورة ان يكونوا خط الدفاع الاول عن الطفل في المنزل وضرورة مراقبة ما يراه الطفل لاسيما في المراحل العمرية الاولى حتى لا يقوم بتقليدها بشكل خاطئ وسلبي.
وعلى صعيد متصل، اوضحت الكندري ان التركيز الكبير من الاطفال والمراهقين على استخدام الاجهزة الذكية في الاونة الاخيرة يؤثر تأثيرا سلبيا جدا عليهم من الناحية الاكاديمية بما يقلل قدرتهم على التركيز، موضحة ان استخدام تلك الاجهزة لا بد ان يكون في اوقات محددة يحددها لهم اولياء امورهم.
ومن ناحيته، تحدث د.ديفيد كوندرات «من الولايات المتحدة الأميركية» عن موضوع وصمات العار وتأثيرها على الصحة موضحا ان Stigma ليس لها اعراض محددة وتعرف بانها واحدة من الامراض التي قد تحدث لبعض الاشخاص ويشعر المصابون به بالوحدة وعدم القدرة على المشاركة والتعامل مع الاخرين في الافكار ولا يمكنهم الارسال الكثير من الاشارات للاخرين.
واشار كوندرات الى ان لكل مجتمع صورة نمطية في التعامل مع الاشخاص، موضحا ان الاشخاص الذين يعانون من هذا المرض يختلفون كثيرا في طبيعة التعامل فيما بينهم وبين الاشخاص الاخرين،
وافاد كوندرات ان الالم الذي يعانيه هؤلاء المرضى يختلف ايضا من شخص لاخر لافتا الى ان مرضى وصمات العار يحتاجون الى اهتمام كبير بالجوانب النفسية لديهم، كما لا بد ان يكون هناك دعم مجتمعي لهؤلاء الافراد بما يؤثر بشكل ايجابي فإن العائلة وجميع مؤسسات الدولة لها دور كبير في توفير الرعاية لهؤلاء الاشخاص.