عندما كنا صغارا اعتقدنا أن الحرامي هو إنسان قاس يقوم بسرقة الأموال والأطفال، وكلما كبرنا اتسع مفهومنا لكلمة الحرامي أو السارق، فهو قد يسرق أيضا أغراضا منوعة وسيارات، وقد يسرق أموال وطن، وفي الآونة الأخيرة ظهر مفهوم جديد صادم للحرامي فقد تكون أنثى صغيرة بالسن ناعمة تتخصص بسرقة الأزواج الأثرياء بفن ومهارة وببرود تام.
ظاهرة باتت متفشية في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة، سرقات للأزواج تجاوزت معها كل الخطوط الحمراء والعادات والتقاليد والقيم المتعارف عليها في مجتمعاتنا الإسلامية، ولو نظرنا حولنا لوجدنا حكايات عديدة لمثل هذه النوعية من النساء، قد يقول قائل وما الضير في ذلك فهو زواج على سنة الله ورسوله؟ صحيح إن الزواج أمر شرعي مباح ورغب فيه في الكتاب والسنة ولكن هذا الوضع بالذات به كثير من الخداع والآلام.
سارقات الأزواج هن مجموعة من النساء يتمتعن بمنسوب عال من الأنانية وحب الذات ويرغبن في العيش بمستوى من الرفاهية والدلال وقد يكون لديهن خطط لتأسيس مشاريع خاصة وينقصهن رأس المال وحتى لا يكونوا ضحية القروض التي يعجزون عن الوفاء بها تبدأ رؤية جديدة لحياتهم بالبحث عن زوج غني فقط بغض النظر عن العمر أو المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو حتى الأخلاقي، وقد يستغل البعض منهن وظيفتها لمعرفة الحسابات الشخصية للضحايا وبعد حصر الأسماء تبدأ مرحلة رسم الخطط خاصة وأن هذه النوعية من النساء يحبكن التكتيكات في أدق التفاصيل ويحرصن على معرفة أدق تفاصيل ضحيتهن من نقاط القوة والضعف لنصب شباكهن بذكاء، وقد تبلغ بهن الجرأة للوصول حتى بيت الزوجية لمعرفة طبيعة الزوجة لرسم صورة مغايرة عنها تتقرب بها من ضحيتها دون أن يرف لها جفن أو تأخذها شفقة بزوجته أو أبنائه، وللعلم فما تقوم به هذه السارقة مع ضحيتها لا يحتاج منها إلا لعبارات الدلال والغنج والمحادثات اليومية المطعمة بالكلام المعسول مع إظهار الحب والاهتمام بالطرف الآخر لكسب قلبه، هذه النوعية من النساء لا يردعهن شيء للتلاعب بمشاعر الرجل وتحطيم بيته لمجرد تحقيق أحلامهن.
ضحايا السارقات هم من فئة الأغنياء وأصحاب الأملاك والحسابات الضخمة وتتراوح أعمارهم في الأغلب بين الأربعين وما فوق الستين عاما، ولأن الرجل ملول بطبعه ويرغب دائما بالتجديد والحيوية، وقد يعاني من مشاكل مع زوجته أو من انشغالها مع أبنائها فيندفع بقوة أمام سحر الدلع الأنثوي ويتصور أنه روميو العصر الحديث، ويتقبل برضا تام رغبة الجديدة بالانفراد به وبماله وقد يهجر زوجته الأولى وأبناءه مع حرمانهم من كل حقوقهم الشرعية، وقد يصل به الأمر لتطليق زوجته الأولى.
هذا الزواج لم يبن على أسس سليمة من حيث المودة والرحمة والرغبة الصادقة بتأسيس أسرة مستقرة، بل بني على الغش والخداع والأطماع الشخصية، وعند أول أزمة صحية أو مالية للزوج ستهرب الزوجة عنه وتتركه وحيدا وتبحث عن ضحية جديدة وبكل وقاحة.
وفى الختام أهمس بأذن الزوجات الحزينات أعلم علم اليقين قوة الصدمة التي تلقيتنّها لتصرف الزوج المفاجئ وانهيار الثقة بينكما، وأقدر الجرح الذي لا يزال ينزف في القلوب، ولكن حياتك الأسرية تستحق منك الصبر فالمواجهة ليست دائما لصالحك، أتمنى أن تؤجلي أي قرار مصيري حتى تتجاوزي مرحلة الانفعال العاطفي الغاضب بزواج شريك حياتك، وأن تتمالكي نفسك ومشاعرك لتتضح الرؤية أكثر وعندها لن تندمي على أي قرار تتخذينه فنحن بحاجة كبيرة لتعلم كيف ندير دفة حياتنا في كل الظروف، وندعو الله أن يحفظ الله البيوت المستقرة وينعم عليهم بالألفة والسعادة.
[email protected]