لنضع أولا أساسا لهذا المقال وتمهيدا، إذا أخطأ المدرس قالوا هذا المدرس فاشل، إذا أخطأ الطبيب قالوا هذا المستشفى فاشل إذا أخطأ الموظف قالوا هذه الوزارة فاشلة، أما إذا أخطأ رجل الأمن أو قصر فيقال هذه الحكومة بالكامل فاشلة، هل سمعتم بهذا الكلام من قبل؟ أكيد سمعتموه، هل هو منطقي، نوعا فما فلا شك فيه ان رجل الأمن هو تمثيل لهيبة الدولة وحضورها في الشارع والمجتمع وتمثيل لالتزام الدولة بضرورة الأمن للمواطن، التي لولاها لما أصبحت الحياة على هذه الأرض، أي أرض، ممكنة، وانظروا إلى الدول التي انهار الأمن والسلم الاجتماعي فيها بسبب هذه المظاهرات وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لعلكم تشاهدون مثلي هذه الجرأة الغريبة في مجتمعنا على رجل الأمن في الشارع، شرطي المرور وضباط الصف ورجال الداخلية بالمجمل، وكأن الأمر اصبح بلا حسيب ولا رقيب والأمر للأسف في ازدياد، وهذا للأسف من وجهة نظري بسبب الواسطات البايخة وتقاعس الداخلية أمام حماية أفرادها، هل شاهدتم ذلك الفيديو؟ اعتداء مواطن على شرطي المرور في الشارع وأمام العامة، اعتداء مجموعة من الغوغاء على احدى نقاط التفتيش أمام ميناء عبدالله من شهرين على ما أذكر، تحدي رجال الأمن (والتقحيص والتفحيط) أمامهم مرات عديدة، بل ووصل الأمر الى محاولة بعد هؤلاء المعتوهين دهس رجال الداخلية إبان عز الخراب العربي الذي سمي زورا ربيعا هنا بالكويت، وانظروا كيف تصرفت الدولة عندنا أمام هذه الحوادث وغيرها كثير، من وجهة نظري رد فعل الداخلية كان (مؤدبا) زيادة على اللزوم وبشكل يقهر.
قارنوا هذا بردة فعل الداخلية السعودية التي نضرب نحن هنا بالكويت بحزمها المثل، ظهر فيديو من يومين لمواطن سعودي في جدة يعتدي على احد رجال الداخلية بالتعاون مع اثنين آخرين، لم يمض ٢٤ ساعة إلا وكان الثلاثة مكبلين بالحديد ووجوههم مكبة على الأرض بين يدي رجال الأمن وأمام شاشات التلفاز، قبلها أيضا في جده محاولة بعض الوافدين من جنسية أفريقية دهس رجل أمن، ٢٤ ساعة فقط كلهم قد تم تجميعهم أمام الكاميرا ليكونوا عبرة لمن يعتبر وغيرها من الحوادث الكثير، في السعودية الواسطات في مثل هذه الأمور (ما تمشي)، ولا ننسى الأمن الإماراتي وشدته في التعامل مع المشاغبين وأهل الهوى أين كانت الجنسية، أكرر، أين كانت الجنسية، انظروا فقط لشهادة المذيع البريطاني بيير مورجان عن حزم القوانين الإماراتية في التعامل مع المخالفين سواء في الشروط الاجتماعية أو قوانين الإقامة وكيف يكون التعامل مع المخالفين ولو كانوا أجانب، نعم يا سادة هذا العالم لا يحترم الا الأقوياء، ولا احترام إذا لم تحترم هيبة الدولة.
وبعد، وأين نحن الآن من كل ذلك، وهل تستغربون الآن من تطاول البعض على رجال الأمن، بل للأسف وصل الأمر إلى تطاول بعض الوافدين من جنسيات عربية بشكل سافر ومستفز، ولعلكم تذكرون القضية التي أثيرت السنة الماضية من وافد عربي يتحدى قوانين الإقامة التي خالفها بالكويت وعرض أوراقه ومعاملاته التي أنفذها (بالواسطة)، ويا للوقاحة عرض ذلك في «سناب شات» متحديا من رفض معاملته بالأمس القريب ومثل هذا كثير للأسف، السؤال هل يجرؤ هذا أو غيره على عمل ذلك في السعودية أو الإمارات؟ ولماذا في الكويت فقط؟ وفهمكم يكفي، ختاما لا أقول إلا قاتل الله تلك الواسطة التي أفسدت عليها مجتمعنا والله من وراء القصد، وشكرا.