لا شك أن الشباب هم الثروة التي تعتمد عليها الامم والشعوب في بناء حضارتها، فعن طريق هؤلاء الشباب يمكن مد جسور وأساسات هذا البناء وتشييده على أحسن صورة. ومما لا شك فيه أن الدول عندما تغرس في تربتها الطاهرة البذرة الطيبة فإنها ستـــحصد بعد فترة حصاد هذا الغرس الطـــيب الذي يأتي بنتاج هذا الثمر.
ولا شك أن حماية ثروتنا الشبابية من الأخطار المحدقة به هي أهم هاجس يؤرق منامنا ويقض مضاجعنا، لأن هؤلاء الشباب أمانة في أعناقنا، ونحن اذ نتحدث عن أهم وأخطر المواضيع التي تهم قطاع الشباب وكذلك الشغل الشاغل للمجتمع أجمع، فإن شبح الخطر وناقوسه يدق أبوابه على أخطر أمراض هذا العصر وهي «المخدرات».
فقد اخذت هذه السموم القاتلة تحدث شرخا مؤلما في جسد المجتمع وتزحف عليه كالاخطبوط لتفتك بأجسام الشباب النحيلة، لتتحول هذه الوجوه النضرة إلى وجوه شاحبة صفراء أعياها ذلك السم القاتل وأصبحت بدون حراك كالأشباح لا حول لها ولا قوة. حقا إنها مأساة اجتماعية خطيرة عندما يرى الآباء أبناءهم وهم يتساقطون امامهم واحدا تلو الآخر كما تتساقط أوراق الأشجار في أيام الخريف. نعم هناك ابناء في عمر الزهور ذبحتهم هذه السموم من الوريد للوريد.. وهنا لابد لنا من وقفة امام انفسنا لنتساءل: من المجرم الحقيقي المسؤول عن هذه المأساة الخطيرة المؤلمة؟!
لا شك إنهم تجار الموت (أو تجار المخدرات)، هؤلاء الحثالة التي سقطت سهوا من أشواك مجتمعنا الطيب الآمن الذي لم يعرف يوما طريقا كهذا. فنحن لابد أن نصحو من كبوتنا ونعمل جاهدين حتى يتم سلخ جلود هؤلاء المجرمين الذين حرقوا قلوب الآباء والامهات واعتلوا اكوام جثثهم من اجل حفنة من مال حرام سيحرقهم الله بها في الدنيا والآخرة.
ونتمنى أن نصل إلى تطبيق الطريق الرادع الذي سلكته دول أخرى كثيرة قبلنا، حتى نتمكن من حماية هؤلاء الشباب من هذه الآفات الاجتماعية الخطيرة، وذلك بسن القوانين والتشريعات الصارمة مثل قانون اعدام تجار المخدرات، وذلك حتى يتم إسدال الستار على هذه الجرائم الخطيرة والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الفتك بشباب الوطن والقضاء عليه.
نحـــن على ثقة من جهود حكومتنا الرشيدة في مواجهة هذه الآفة الخطيرة لاسيما وزارة الداخلية التي لا تنام ولا تدخر جهدا في كشف كل جــــهود وتحركات هؤلاء المجرمين من تجار السموم البيضاء، وواثقون أيضا أن هذه القوانين الرادعة ستكون داعما لهذه التحركات حماية للكويت وشبابها، ونتمنى أن تظهر هذه القوانين إلى النور في أقرب فرصة.