قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)، وعرف عن النبي أيوب عليه السلام الصبر، فيقول الناس «صبر أيوب».. وهذه قصة أيوب مليئة بالإيمان والصبر، فقد رزق الله نبيه أيوب برزق وافر، فكان يملك قطعان من الماشية بأنواعها المختلفة.. وكان بيته ملاذا للفقراء والمحتاجين، حيث كان أيوب يساعد الناس وخاصة الفقراء وكان لا يتردد أبدا في تقديم الطعام والعون للفقراء، وكان لأيوب زوجة كريمة كانت تساعد زوجها في تقديم الطعام للفقراء حيث كانت تطحن بيديها في الرحى، وكان له أولاد وبنات.. ونبي الله أيوب يعتبر من ذرية يوسف عليه السلام وكلنا يذكر قصة يوسف وصبره على البلاء، وها هو أحد أحفاده وهو النبي أيوب الذي يتصف بالصبر وقوة إيمانه، ولقد ابتلى الله نبيه أيوب بأن أفقره وأمات أولاده وبناته وخسر كل ما يملك، ورغم المصائب التي توالت عليه فإنه لم يفقد الأمل في خالقه فأصبح صابرا ويشعر بأن الله يختبره، صبر وكان يتضرع لخالقه بأن يزيل ما نزل به من المصائب وكان يقول كما جاء في الآية الكريمة (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين (83) فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين) وهناك العديد من الآيات التي جاءت بالقرآن الكريم التي ربطت الصبر بالإيمان.. يقول الله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
وفي آية أخرى ربط الله عز وجل الصبر بالبر والتقوى قال تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون).
وفي قصة يوسف أيضا مواقف إيمانية تدعو إلى الصبر قال تعالى (قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).
ولرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام العديد من المواقف الإيمانية والتي ترتبط بالصبر، فقد قام الرسول الكريم بمقاومة كفار قريش في بداية دعوته وهاجر إلى المدينة ومكث بغار حراء وكان صابرا على كل ما يلاقيه، وفي المدينة قام بمحاربة اليهود وانتصر عليهم وكذلك استطاع الرسول الكريم التصدي لمحاولات كفار قريش حينما حاولوا اقتحام المدينة ليمنعوا دعوة الرسول الكريم قال تعالى (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) وآية أخرى (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين).
لا شك في أننا بحاجة إلى هذه الأخلاق الإيمانية والتحلي بالصبر، يقول تعالى (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير) وما دمنا نعيش أجواء روحانية خلال الشهر المبارك فلنستفد من تجارب أنبياء الله الذين جاهدوا وصبروا لنشر الدين والإيمان..والحمد لله رب العالمين