بدأت جولتي اليومية بين برامج التواصل الاجتماعي والعاطفي، تارة في شرف تويتر وتارة أخرى في الفيس، لكن برنامجي المستهدف هو الواتساب، أغيب فترة من الزمن، افقد الشعور بالوقت، أعود لأرى هل دخل صاحبي وتغيرت الحالة إلى متصل «Online»؟
مازال منقطع لا يريد الدخول، اسمه في مكانه لم يحرك ساكنا لم يصعد إلى الأعلى ليبلغني أنه وصل، هل يا ترى بسببي أنا؟ أم هو مشغول في هذه المشاغل من صغيرها إلى كبيرها؟
أعود مجددا وأواصل الغوص بين أحضان تلك البرامج، أحاول إشغال نفسي وتمضية بعض الوقت، أنسى أحيانا وأنشغل بأحد تلك المواضيع وفجأة يفز قلبي وتتسارع نبضاته لتذكرني بالرجوع، أعود مسرعا لأتفقده، لم يزل على حالته السابقة وفي لحظة خروجي كأنني لمحت اتصاله، رجعت وقد تسارعت نبضاتي.
ابقى متأملا صفحته، يا ترى ماذا يفعل الآن؟ من يحدث؟ يبقى لدقائق معدودة ويعاود الاختفاء، ما زلت أراقب تحركاته، أذهب بشكل لا إرادي إلى صفحته وأتفقده صباحا ومساء وأركز على الفترة المسائية بشكل أكبر التي....لا تحتاج إلى شرح فالجميع يعلم ماذا يعني المساء وماذا يحمل بين أوراقه.
السؤال الأهم هل يستحق ذلك الاهتمام والوقت؟ أعلم أننا نقوم ونعيش بعض التجارب التي نعرف مسبقا نتائجها لكن نكمل هذه التجربة كأننا تعودنا وأدمنا ذلك الشعور المحبط الحزين.
ذكرني هذا بتحليل لأحد الأطباء النفسيين الذي يقول إن الإنسان يحب الإحساس بالخوف وضرب بعض الأدلة على ذلك مثل حضورنا لأفلام الرعب وركوبنا لبعض الألعاب المرعبة والمخيفة كالأفعوانيات وشبيهاتها.
لكن أهم ما في الموضوع أن يكون بشكل اختياري، نفس خوضي لهذي التجربة الفاشلة التي لن توصلني إلى أي شيء سوى الإحباط والضيق.