يراودني حلم يتكرر علي كثيرا، إلا أني لا أستطيع الجزم بكنهه اهو حلم شقي مشاكس يعايرني بما لن يتحقق أم هو استقراء لمستقبل بهيج وشيك التحقيق! خلاصته ان وزارتي التربية والتعليم العالي ستبهرنا يوما بعرض مشروع لإنقاذ التعليم بشقيه الأساسي والأكاديمي في الكويت وبأن ما نظنه تقصيرا منهما ما هو إلا فترة اعداد لبرنامج متطور متناهي الدقة يفوق في مضمونه برامج التعليم في سنغافورة وفنلندا وكوريا مجتمعين.
يبدأ الحلم بميزانية منفصلة عن الميزانية الإدارية للتعليم الأساسي والأكاديمي والموازي مخصصة لأهداف محددة تتراءى لي كالتالي:
أولا: الارتفاع بمستوى المدرسين فلا يعين في سلك التدريس إلا حملة الماجستير والدكتوراه، والراغبين في المهنة والإبداع فيها -لا من تلقي بهم ظروفهم وقرارات ديوان الخدمة المدنية اليها - وتخضع هذه النخب من المواطنين والوافدين الى فرز دقيق عبر سلسلة من اجراءات التقييم، يتلقون عقبها دورات تدريبية في أساليب التعليم الحديثة وتجرى لهم اختبارات مستوى أثناء الخدمة ويتلقون دورات تدريبية مبرمجة خلالها لتحسين الأداء والحفاظ على أعلى مستوى فيه ويكافأون بزيادة رواتبهم وتحسين صورتهم الاجتماعية فلا ينشغلون بشيء آخر عن هدفهم.
ثانيا: التوجه بالمناهج إلى الطابع العلمي التقني والمخبري مع غربلة عامة للمناهج واختصارها ليتاح للطالب إثراء اهتماماته وللمدرس الابداع فيما يعلمه وتطوير ملكات طلابه.
ثالثا: تحظى المرحلة الابتدائية باهتمام خاص فيختار لها افضل المدرسين ويعاد تقييم مناهجها وأسلوب تقديمها ليصبح أساسها التعلم لا التعليم.
رابعا: تركز سني الدراسة عموما على اعداد قوى عاملة تلبي احتياجات سوق العمل ضمن استراتيجية الدولة مع الاهتمام بتعلم أساسيات لعلوم وصناعات تلبي حاجة البلاد لتنويع مصادر الدخل.
خامسا: اختيار النخب للتدريس في الجامعات وتطوير الجامعات الخاصة لتقدم مستويات رفيعة من التعليم لا ان تكون مجرد رديف لاستيعاب خريجي الثانوية العامة، ويمنح التعليم الموازي اهتماما موجها ليكون الممول الأول لاحتياج سوق العمل من العمالة الماهرة المتخصصة.
سادسا: تهتم الكويت بتشجيع البحث العلمي وتزيد ميزانيته بتخصيص 3-4% من الدخل القومي له وبإنشاء مدن معدة ومجهزة بمختبرات الأبحاث تجذب العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم اليها بهدف خلق اقتصاد قائم على البحث العلمي يحقق دخلا رديفا للنفط.
سابعا: استبعاد منهج أسبقية أو أفضلية الكويتي في التعيين أو الترقية وإحلال مفهوم الكفاءة والقدرات كأساس لها والى ان تخرج الكويت احتياجها من الكفاءات سيظل الوافد الاجنبي الكفؤ هو البديل وسينافس الكويتي في مجال التعليم، فمستقبل الكويت اهم من حفنة من المتقاعسين الذين يريدون الأولوية حسب مكان الميلاد! فليمارس هؤلاء فوقيتهم خارج قطاع التعليم.
وينتهي الحلم باستيقاظي تملؤني الحيرة: هل سيبقى الحلم حلما أم ستحققه الإرادة الكويتية؟
[email protected]