يتاجرون بالأوطان سراً وجهاراً ليلا ونهارا وتباع في صفقات مجزأة أو بالجملة، فلا يرفع فرد من جحافل الظلاميين مد يده ليطعن بها أعناق المتاجرين، يتلاعبون بالأرزاق ولقمة العيش وكسوة البدن ونور البيت ومدارس الأبناء ومشافي المرضى ودواء المحتاجين له، يعقدون الصفقات حول الظاهر والباطن من ثروات البلاد ويشحنونها على مراكب السلب والنهب يستبيحون العباد ويعلبونهم ويبيعونهم في الأسواق من هم.. هم أصحاب المصلحة الذين يعزفون على أوتار تعديل القوانين وما أكثرها.. وبعد التكاليف الهائلة أرى انه أمر مضحك حقا أن نتغافل عن الأخطاء المحدثة بيننا ونتفرغ لأمور أخرى أقل شأنا، الخطر لا يزال قائما والنوايا ليست صادقة، وفي مثل هذه الظروف ننسى كل شيء وننشغل بقضايا الوافدين وكأنهم عبء علينا ويعلو الصياح للمطالبة بترحيل بعضهم، الظروف تتغير من حولنا دوليا وعربيا واقليميا، فلن يظل الحليف حليفا الى الابد، والمصالح تتغير بين يوم وآخر، في كل يوم نجد دولة تمد يدها الى عدونا من خلف الكواليس، فهل سيظل هاجسنا فقط هو قضية الوافدين وقضايا هامشية لا تخدمنا بشيء ولا نستفيد منها لا من قريب ولا من بعيد، هذا معناه ان البعض يتعمد قتل الهمم ووأد الطاقات وبتر كلمة الحق، وهذا معناه احتقار لإرادة الشعب التي اوصلتهم الى هذا المكان، ان هذه المشكلة هي بالفعل مشكلة تقلق كل مواطن مخلص أيا كان موقعه، ألا يكفي التجاوزات والظلم الذي وقع علينا؟!.
لاشك اننا كلنا فزعنا من الاحداث المأساوية التي حدثت ببلدنا الثاني السعودية وبلد الجمال والحرية لبنان وما لقيه اخواننا واخواتنا هناك باليمن وسورية من ويلات القصف الجائر وسط صمت عالمي وتواطؤ عربي وخذلان اسلامي، كيف تكون الانسانية التي يتغنون بها عندهم؟! وما مبادئ الحرية والرحمة والعطف التي يدعون اليها؟!
من فوائد المحن والبلايا زيادة الإيمان واليقين لدى المسلم وتمييز المؤمن من المنافق، وهكذا هي سنة الله الى قيام الساعة، فالاحداث الأخيرة في سورية كشفت لنا المتآمرين والعملاء، وما أكثرهم!
وبدأ انحسار المتخاذلين والمخذلين، وما أسوأ تأثيرهم على أمتنا، أتمنى ان ينشغل بعد ذلك المنشغلون هذه الأيام بشراء شجر الكريسماس المحلاة بالهدايا والأضواء، فالوقت فعلا مناسب، ولنستبدل الأضواء والمفرقعات بنيران القصف المختلطة بدماء الضحايا.
الكيان الغربي وخصوصا الاميركي لا يريد السلام يسود بيننا ونحن والمجتمع الدولي ايضا نشاركهم في صنع هذه المأساة، أين الاسلام منا ونحن نرى بأعيننا موت الأطفال والشباب والنساء؟ أين مواقف الدول العربية والإسلامية ؟ أين مسلمو العالم وهم يرون أمام أعينهم وعلى مسمع ومرأى من العالم اجمع ضحايا أبرياء؟ ما يحدث لا يجوز السكوت عنه، ما اريد ان اعرفه هو ما موقف الرئيس الاميركي ترامب؟ هل ترؤسه ونجاحه بوصوله الى رئاسة أميركا كان بمنزلة إعطاء الضوء الأخضر من أجل القتال بيننا؟ نحن الآن نواجه التحديات الصعبة.
أميركا والمجتمع الدولي ونحن العرب أعطينا الإذن والفرصة للارهاب للاجهاز على عقول الشباب وحشوها بأفكار شيطانية نحن نرفضها رفضا قاطعا، الجرائم التي ترتكب بسورية واليمن ما هي إلا مجزرة جماعية وأمر مخالف للقانون والانسانية ولحقوق الانسان وانتهاكات لاتفاقية جنيف، وهذا الأمر يتطلب تحركا جماعيا تشترك فيه الحكومات العربية والإسلامية بالسرعة الممكنة.
الخطة الأميركية - الصهيونية معروفة لكن نحن نوهم أنفسنا بأننا لا نعلمها، ولن يهدأ لهم بال إلا إذا فجروا الأوضاع أكثر من ذلك في منطقة الخليج.
[email protected]