في أيام الطفولة عادة ما نكون طوع مزاجية مالك الكرة فهو الآمر الناهي الذي يقرر من يلعب ومن لا يلعب بكرته، ونكون مجبرين على تمرير الكرة له بمناسبة ومن غير مناسبة حتى وإن كان في آخر الملعب.
وإنني أعلم علم اليقين أنه لا يجيد اللعب وكل ما يجيده هو اللحاق بالكرة عند خروجها خارج الملعب، ولكننا ملزمون بذلك لعله (يظن نفسه كابتن ماجد) حتى يسمح لنا باللعب معه بالمرة القادمة ولأن كل ما نخشاه أن تقع علينا عبارته الشهيرة «عطوني كورتي ماني لاعب» كالصاعقة.
طبعا لن يكون مخالفا لتوقعاتي وجود «راعي الكرة» بيننا في زماننا هذا وإن اختلفت المسميات والتي غالبا ما يكون غير جدير بامتلاكها أو ضليع بمسؤولياتها أو حتى بالمحافظة عليها، بل إن كل ما في الأمر أنه حاز ما حاز إما لقرابة أو صداقة او حتى نسب.
فهو يظن دائما أنه احق بالاستئثار بالخير له وحده دون سواه فهو الأجدر بالجلوس على أي لون من ألوان الكراسي ويجوز له بالتجارة ما لا يجوز لغيره، ولا يحق لأحد مخالفته وإلا فالويل من تبعات عبارته الشهيرة «عطوني كورتي ماني لاعب».
ولأمثاله أقول ترا (طمباخيتك) ما عادت تعنينا وصدقني إن ما سنعت دربك ترا حتى دكة الاحتياط ما تلاقي لك فيها كرسي.
عليك ان تعلم ان تصرفك بما بين يديك وما تملك من رفعة منصب أو مال أو حظوة هو مرآة تنعكس منها أخلاقك، فمهما كبر يقينك أن ما عندك صلبا كالصخور وما عند الآخرين سهلا كالماء تذكر أن الماء دائما ينتصر بصراعه مع الصخور بمرور الوقت.
أدام الله من قدم مصلحة الكويت ولا أدام من صدع روسنا بكورته.