لحل أي مشكلة لابد أن أقوم بتحليلها حتى أصل إلى جذورها وأقيم مسبباتها بالشكل الصحيح وصولا إلى الحل المثالي والذي يأتي عادة بطريقة سلسة متى ما كان التقييم سلسا ومنطقيا، بل إن بعض المشاكل تحتاج إلى التفكير «خارج الصندوق» وذلك لتشابك وتقاطع حدود مسبباتها.
وأود أن أتكلم هنا عن مشكلة حاضرة غائبة تظهر على السطح مرة وتختفي أحيانا إلا أن وجودها دائم وهي مشكلة سرقة الكيبلات الكهربائية الأرضية والهوائية والقطع الموجودة في المحولات الرئيسية والفرعية المتناثرة في جميع مناطق الكويت.
لقد باتت مثل هذه الأعمال المشينة تسبب هدرا في ميزانية الدولة وأثرا فنيا بالغا على جهد الشبكة الكهربائية والمنازل أيضا.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من وزارة الكهرباء والماء للحد من هذه السرقات بالتعاون مع الجهات الأمنية بالدولة إلا أن الأمر وإذا انخفض تأثيره مازال قائما وقابلا للارتفاع ويحتاج إلى تفكير خارج الصندوق للقضاء عليه.
لقد تابعت تصريحات بعض المسؤولين في وزارتي الكهرباء والماء والداخلية للحد من هذه السرقات والتي أرى أنها غير مجدية، وإليكم بعض هذه التصريحات، فمثلا يصرح مسؤول من وزارة الكهرباء عن قدرة الوزارة على توفير البديل للقطع المسروقة من خلال مخازن الوزارة التي تضم مخزونا كبيرا من مختلف قطع غيار المحطات الفرعية والرئيسية.
وأضاف المسؤول أن هناك خطة عمل بالتعاون مع وزارة الداخلية تضمن أمن المحطات. وأنا أقول (ياليتك ساكت) لأن حل ظاهرة سرقة الكيبلات والمحولات لا يكون بتوفير قطع الغيار بديلا عما تمت سرقته.
وفي تصريح آخر لمسؤول أمني عن هذه الظاهرة يقول: إنه لا يستطيع فرز شرطي عند كل محطة والأفضل تكثيف الدوريات الأمنية للحد من هذه الظاهرة. وأرجع أقول «ليت كحلها يكفي عينها بس»، لأنه أصلا الوزارة عندها نقص بالدوريات الأمنية التي تستطيع أن تغطي كل مناطق الكويت وبعض المخافر ما فيها حتى شرطة تغطي المنطقة اللي يتواجد فيها المخفر.
أتمنى من الشباب الحلوين الجالسين على مكاتبهم أن يحلوا المشكلة صح ويشوفونها من زاوية العمالة السائبة والتي تستدعي تدخل وزارة الشؤون والهيئة العامة للصناعة ووزارة التجارة والهيئات ذات الصلة للحد من سرقة المحولات والتي تباع بالسكراب أو خارج الكويت لا أن يروها مجرد مشكلة واقعة فيها وزارة الكهرباء ووزارة الداخلية فقط.
وأنا أقترح على وزير الكهرباء حلا بسيطا خارج الصندوق لأننا لو شكلنا لجانا وعقدنا اجتماعات فلن نستطيع حل أي مشكلة إن كان نمط التفكير ثابتا لا يتغير.
والحل الذي أقترحه هو تركيب جهاز بصمة بطريقة أمنية معينة عند كل محول فرعي أو رئيسي وباب حديد يفتح أوتوماتيكيا بمجرد أن يتعرف الجهاز على البصمة نستطيع من خلاله ضمان دخول المخول لهم فقط لهذه المحولات، ولن تكون تكلفة تركيب جهاز البصمة أكثر من تكلفة سرقة هذه المحولات، وبالنسبة لسرقة الخطوط الأرضية والكيبلات شوفولها حل لأنه مو معقولة أن أحل لكم كل شيء.
أدام الله من يفكر صح ولا أدام الله العقول المتحجرة.