في الكويت هناك «مصنع» للأزمات يخلق أزمة ينشغل بها المواطنون لوقت معين ثم تلد ازمة اخرى ينسى فيها الناس الأزمة السابقة وهذا يرسخ مبدأ ازمة تلد اخرى، وبفضل من الله ان تلك الأزمات ذات مفعول تأثيري فقط فيه ينشغل الرأي العام ومواقع التواصل الإلكتروني لمدة معينة ثم ينقشع تأثير تلك الأزمة لوجود اخرى قد تكون مفتعلة لكي ننسى سابقتها!
لقد مر علينا كثير من الأزمات المحلية منها أزمة البصل وانقشعت وجاءت أزمة الحيازات الزراعية، وذهبت ثم أتت أزمة حكم دخول المجلس، ومرت ثم أزمة الشهادات المزورة ثم تلاشت وجاءت أزمة التكييف في المدارس وانتهت وفي ظل تلك الأزمات لم تضع الحكومة حلولا نهائية لها وتصليح الخلل الذي يصاحبها بحيث يمنع تكرارها ويستفاد من الأخطاء لمعالجة أي أزمة قد تحدث في المستقبل.
هناك بلا شك من يستفيد من حدوث الأزمة إما بشكل مباشر أو غير مباشر ويحاول استثمارها بشكل جيد ويتمنى طول بقائها محاولا تعطيل قرارات حلها بكل الوسائل المتاحة.
الكويت رهينة الأزمات فكل ازمة تلد اخرى ولا يوجد جهاز او مركز لمعالجة الكوارث والأزمات قبل واثناء وبعد حدوث أي أزمة لا سمح الله وترك ذلك والمراهنة على ان الأيام كفيلة بمعالجة الأزمات، وهذا منطق خاطئ فلا بد من انشاء جهة حكومية مهمتها ادارة الأزمات بعقول وطنية مخلصة وبجهود ادارية متميزة وفق خطط مدروسة وواضحة من اجل دراسة وتحليل الأزمة ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر وعدم تكرار حدوثها.
الـــكويت فوق كل الأزمات بتوفيق من الله وحـــكمة قائدهـــا وطيبة شعبها ولكن علينا الحذر من افــتعال الأزمات واستمرارها.
[email protected]