نشأت الكويت منذ نحو 400 عام، ومنذ ذاك الوقت وهي تكتسب سمعة طيبة بكونها من أكثر الدول نشاطا في مجال العمل الخيري، فحكامها من آل الصباح الكرام، وأهلها الطيبون نشروا معالم الخير والعطاء ومد يد المساعدة- بما يقدرون- في مختلف أنحاء العالم.
وتقديرا لما قدمته الكويت من مساعدات وأعمال خيرية للمحتاجين والمتضررين في شتى بقاع العالم قام الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بتسميتها مركزا للعمل الإنساني، وإطلاق لقب قائد العمل الإنساني على صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- حفظه الله ورعاه-، فصاحب السمو يحرص بصفة شخصية على أعمال الخير التي امتدت إلى معظم أرجاء الأرض إضافة إلى الجهود الإنسانية الكويتية سواء من المؤسسات أو من الأفراد.
ونظرا للدعم المتواصل للكويت وقائدها للعمليات الإنسانية أعرب الأمين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريس عن شكره وتقديره البالغ للدور القيادي البارز لسمو الأمير في مجال العمل الإنساني، وذلك خلال استقباله من قبل سمو الأمير في اطار زيارته الأخيرة للكويت.
وقد تنوعت الجهود الحكومية التي تبذلها وزارة الأوقاف، وبيت الزكاة، والهلال الأحمر، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والتنسيق والمتابعة مع وزارة الخارجية لتنظيم هذا العمل الإنساني الكويتي، وكذلك جهود السفارات الكويتية في شتى أنحاء العالم، من تسخير لإمكانياتها لخدمة وتسهيل العمل الإنساني الكويتي.
وهناك المؤسسات الكويتية الخيرية مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية الإغاثة المشتركة، وغيرهما مما يشرف عليه رجالات الكويت الخيرون الذين يعملون ليل نهار، وبجهد دؤوب ويذهبون إلى المناطق المتضررة وأصحاب الأزمات في شتى البقاع، فيقومون بمشاريع إنسانية رائعة كمساعدة اللاجئين وبناء المساكن، وحفر الآبار، وتشييد المدارس والمساجد، وتعليم الفقراء.
أما الحملات التطوعية والمتطوعين فذاك أمر آخر يحتاج إلى وقفة، حيث إن أغلب تلك المبادرات يقودها الشباب، الذين يقومون بجمع المال والمساعدة في أمور كثيرة، وكذلك السفر مع المؤسسات الإنسانية الكويتية لمساعدة إخوانهم في بلاد كثيرة.
وكان أحدث أدوار الكويت الإنسانية تجاه أشقائها استضافة مؤتمر إعادة إعمار دولة العراق على أرضنا الغالية بمشاركة 70 دولة، ونحو 1850 شركة عالمية، وما ذاك المؤتمر إلا تكليلا لدور الكويت الإنساني ووقوفها بجانب شقيقاتها من الدول المتضررة، حتى لو كانت تعرضت منها للأذى سابقا، ونالها ما نالها من وبال الاعتداء عليها.
وعلى الرغم مما سبق ذكره نجد تطاولاً من بعض الكيانات، سواء الأفراد أو المؤسسات أو الحكومات، على الكويت وشعبها، متجاهلين ما تقوم به من دور ريادي في المنطقة، فهي أرض السلام، ويحاولون إثارة الفتن فيها، وزعزعة استقرارها.
ولكننا نؤكد لهم أن الكويت محفوظة بإذن الرحمن من كل شر أولاً، ثم بفضل قيادتها الحكيمة، وشعبها الملتف حولها، ويد العون التي تبسطها دائما لكل محتاج، ولن يضرنا كيد الكائدين، أو مكر الماكرين.