الأخطار تحدق بشباب الكويت وأهلها بسبب ما نجده من تسيّب وعدم وجود أي إنصاف بين الناس، «وكأن الدنيا خالية من أصحاب الحكمة والرشاد»، فإن المطالبات المالية ورفع القضايا أصبحت اليوم سمة من سمات البنوك وشركات الاتصالات وغيرها من المكاتب والمؤسسات المالية ضد الشباب الكويتي، وضد الأسر الكويتية، وإذا عدنا الى إدارات التنفيذ المدني، فسنجد تكدس الطلبات بأوامر الضبط والإحضار لأبسط المبالغ مهما كانت، حتى منع السفر أصبح يطول هؤلاء الشباب، رغم ان هناك أُناسا لم يسجل عليهم منع السفر رغم صدور أحكام بعدة قضايا، وهناك ايضا من هم متخلفون عن السداد لمبالغ كبيرة جدا تصل الى الملايين، لكنهم بعيدون عن المحاسبة «وكيف الحال يا عم؟».
أما الشباب البسيط فعندما يتعثر تنهال عليه جميع الأوامر والمطالبات رغم انه متعثر ومفلس بسبب إنهاء عمله او لأي سبب ما.. وهنا الكارثة والكوارث، فإن غالبية البنوك والشركات والمكاتب والمؤسسات من ذوات الربحية بالنهاية، تتحصل على الأموال بسبب إغراء هؤلاء الشباب وإيقاعهم بالديون والتقسيط، ما يجعل الشباب وغيرهم عرضة للدخول في هذه الديون المالية بعد كل الإجراءات والتسهيلات التي تقدم من البنوك او شركات الاتصالات ومكاتب السيارات وغيرها، ليجد الشاب نفسه في دوامة من القضايا والمطالبات المالية وإصدار أوامر الضبط والإحضار، حتى وان كانت المطالبات المالية بسيطة، ولكن العجز عن الدفع بسبب الظروف والأحوال المعيشية والخروج من الوظيفة من أسباب هذا التدهور في هذه الحالات، لذلك لا بد ان تبحث الحكومة ومجلس الأمة أو القطاع التجاري عن الحلول لهذه المشاكل بدلا من التعقيد واستخدام القوة فإن التسوية هي الحل.
حكاية قديمة لشاعر فقير.. ولنا بالماضي حكم
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي
هذه الأبيات قيلت للسلطان.. وأكمل أيضا:
يجودُ علينا الخيرون بمالهم
ونحنُ بمال الخيرين نجودُ
فقال السلطان الحسنة بعشر أمثالها..
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
والعسرُ واليُسر أوقات وساعات
وأكرم الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
[email protected]