الكويت رغم أنها بلد صغير المساحة، قليل السكان، مورده الوحيد هو النفط، إلا أنها بلد العطاء ومنبع الخير، ومقصد المحتاجين، بل عروبته متأصلة في الذاكرة العربية باعتباره الحاضنة الوجدانية بأعماله الخالدة في المجال الخيري والإنساني.
الكويت هي بلد النهضة والتنمية، استطاعت أن تحفر اسمها في وجدان الشعوب، عربية وأجنبية، فحفظتها الذاكرات الشعبوية قاطبة، وذلك نظرا لما قدمته للأمة العربية والإسلامية وشعوب العالم في كافة مجالات الخير والعطاء، والمساعدات لكل من يحتاج إليها في أي مكان حول العالم بغض النظر عن الدين أو الوطن أو الجنس أو اللون، إضافة إلى الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وخدمات صحية وتعليمية التي يتم تقديمها إلى المجتمعات الفقيرة وإغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب والمجاعات.
وعندما نتحدث عن العمل الإنساني يبرز الدور الكبير الذي تقوم به الكويت بلد الإنسانية، فكيف هذا البلد الصغير أصبح كبيرا بعطاياه وشكّل مركزا إنسانيا على مستوى العالم؟ وكيف أصبح أمير الكويت أميرا للإنسانية؟
فمنذ أن تولى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح مقاليد الحكم في البلاد كان من أوائل القادة المبادرين أمام كل أزمة من الأزمات الإنسانية التي واجهت الشعوب المتضررة مثل (فيضانات باكستان - جفاف الصومال - محنة غزة - أزمة سورية)، وغيرها الكثير، فكانت التوجيهات الكريمة من سمو الأمير مباشرة لتوجيه المنح الإنسانية المباشرة لتلك الشعوب المنكوبة، بل قام سموه باستضافة مؤتمرات المانحين التي جمعت دول العالم لمساعدة الأشقاء في سورية، والعراق، واليمن، وغيرهم من الشعوب المنكوبة، وكان نصيب الكويت كالعادة هو الأكبر في العطاء والمنح في المجال الإنساني لتلك الدول.
الكويت هي بلد التخطيط الإستراتيجي فهي دولة مؤسسات تقوم على الخطط والبرامج، واتخذت من المجال الإنساني واحدا من مشاريعها المستقبلية لخدمة الأمة، فامتدت خدماتها لتشمل العالم كله، وتوجت مسيرتها الخيرية لتكون مركزا للعمل الإنساني بفضل ما تتمتع به من ديبلوماسية متميزة، أرسى دعائمها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد «قائد العمل الإنساني»، الذي رسخ في نفوس أبنائه روح المبادرة في مجال المسؤولية الاجتماعية، لتتجاوز الكويت بعطائها الحدود لإغاثة ومؤازرة شعوب العالم في معاناتها.
وفي الختام، لا يمكن أن نتجاوز الحقيقة والواقع عندما نقول إن ما تفوّه به أحد النكرات على قناة المنار بحق سمو أمير البلاد هو محض أكاذيب وافتراءات بالغة الرخص، وننتظر قيام «الخارجية» و«الإعلام» باتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية الحازمة ضد قناة «المنار» التابعة لحزب الله وكل من يقف خلفها بعد إساءتها لمقام أمير البلاد، حفظه الله.
دامت الكويت وأهلها ومن يعيش على أرضها بخير، وظلت دائما بلد الإنسانية، والعطاء.