بمشيئة المولى عز وجل ثم بجهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ستعود المياه إلى مجراها بين أبناء دول الخليج، وينقشع الغمام الذي غطى سماء دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن أطلت الفتنة برأسها، ودخل الحسد والحقد والكراهية بين الأهل والأحباب في الشعوب الخليجية.
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (9) إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون (10)) [سورة الحجرات].
ويقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم (12) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (13)) [سورة الحجرات].
فها هو دستورنا العظيم، قرآننا المجيد، يدعو ربنا تبارك وتعالى فيه إلى التعارف والتآخي، والتواد، والتراحم، ونبذ الفُرقة، والاختلاف، والبعد عن البغضاء والشحناء، والغيبة، وأكل لحم الأخ بالغيبة والنميمة، فإننا أخوة، يجمعنا إسلام واحد، وجسد واحد، وخليج واحد، وعروبة واحدة، وقاربتنا وعضّدتنا وقوّتنا أواصر القُربى، والمصاهرة، والنسب.
ندعو الله سبحانه وتعالى أن تهدأ النفوس بين الأهل والجيران، فإن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - يسعى بكل ما أوتي من قوة، وحكمة، وديبلوماسية، وود، وحب، لأجل إصلاح ذات البين وإعادة المياه إلى مجاريها بالحكمة والتعقل ورجاحة العقل وطي الخلاف بين المختلفين والمتخاصمين، وسد الأبواب أمام من يريد اشتعال المواقف بين دول مجلس التعاون الخليجي، لأن هذا هو ما يريده الأعداء المتربصون بنا كل مقعد، ولكن حكمة حكامنا ستكون بإذن الله هي حائط الصد المنيع أمام أمثال هؤلاء، وسيكون الرد القوي لهم هو القاصم لهذه الفتن البغيضة.
[email protected]