Dr_ghaziotaibi@
النور الذي تبصره العيون غير ذلك التي تبصره النفوس، ففي أحلك اللحظات ينساب في الإنسان شعور غريب يجتاح عاصفة الصمت، طالبا منه إجابة وغالبا تكون تلك بابا ينفتح على الكثير من الأمور التي تخلق نقلة نوعية في الوجود.
مررت الأيام الماضية بوعكة صحية في العين ولأن العين أغلى ما نملك وهي مرآة الروح كنت أحاول أن أجعل الرؤية تراني، كنت أبحث عن صفاء اللحظة داخلي من لقطة.
جعلني ذلك أسأل نفسي: لماذا البعض يجعل من الأمور الصغيرة شاشة تذيع الأخبار بصورة مبالغ فيها وتجعل الذعر يهاجم النفس؟ وعرفت أن فكر الإنسان أداة تحكم بما يحصل حوله، هو الذي يعيد ضبط الألوان يشع هنا ويخفت هناك.
ودقة الصورة ومحتوى العرض، هو في اختيار طول الوقت، فلماذا يقول: غصب عني.
ولماذا يرى ما ليس موجودا ويدعي انه حقيقة؟
وهل هناك شيء فوق إرادة الإنسان إن كان كل شيء يواجهه من صنع يده.
كيف نرى ما لا نريد إذا لم يكن قد مر في أفكارنا واستنشقته عقولنا وطرحناه على فكرنا وتعاطينا معه، هل الإنسان أعمى البصيرة؟
هل حالة الانتظار مبررة حين نقول لا نستطيع أن نتخلص من تلك العادة أو أن نتحرر من ذلك السلوك؟ من المسؤول؟
برأيي كلما كنا نضع اللوم على الخارج قل لدينا حس الوعي.
وكالعادة لن تخرج من هذا العراك منصورا بل سيتطلب ذلك منك أن تجابه كل يوم عدوا جديدا قد يكون زمانا أو مكانا أو حتى أفكارا أو رأيا شخصيا فيك.
من شدة الإرهاق الذي راودني خلال الأسبوع الماضي بسبب مشكلة صحية في العين جعلني ذلك أبحث عن مواجهة حقيقية بين النفس التي تشتكي الألم والروح التي تخاف أن يستمر.
لا أخفي عليكم كان ذلك صعبا.
فحين تتهجى الكلمة تحتاج لمعرفة الحروف، كيف ان كنت تقرأ نفسك في وسط الخوف؟
لكن الغريب أن حالة الإرباك التي تسبب فيها العارض الصحي جعلتني أنظر للأمور بشكل غير اعتيادي وأقدر قيمة اللحظة وألتمس ألف جانب وجانب للنعم حولي وأدركها بشكر تدركه جميع حواسي.
الساعة الآن تشير إلى الثامنة صباحا وتوجب على أن أقوم بالعملية المنتظرة، كان الخوف مثل الجبل الذي تكوم، وأتت اللحظة التي ستحوله صخورا صغيرة، فالعين أغلى ما نملك.
في هذا الوقت كانت هناك أياد تشحن قوتها بالإبداع وممارستها بالدقة تمتد مثل الحلم في غفوة النوم الخفيف تطبب الألم وتضمد الهلع، كانت تلك أياد من د.:غسان زين - مركز بيفرلي هيلز.
انتشلت كل ما في عيني من ضباب وما في فكري من أفكار وألقت بها بعيدا حتى أستعيد بصري وبصيرتي وصوت الوعي داخلي.
بالمناسبة كانت أياديه مثل الضوء الذي حمل بقلبه نورا جديدا وانتشر من شدة فيضه، لذلك استيقظت من ذلك الشتات وتبين لي أن البصر والبصيرة مرادفان لكلمة عميقة هي الطمأنينة حين تكون مطمئنا ستدرك كل شيء كنت تريده.
وستفتح بابا كان موصدا وستعلم الكثير عن نفسك مما كنت تجهله أو لم تتسن لك معرفته لأنك كنت منشغلا بمعرفتها عن طريق الآخرين.
إن الخوف مهما كانت شدته أو قوته يجعلنا نعيد اكتشاف أنفسنا.
هو منطقة عبور وليس توقفا.
فلو جعلناه واضحا أمامنا لجعلنا نتسلح بكل قوة امتلكناها، وتهزمه.