مقابل أي ردة فعل المزيد من الأفعال، إذا كان الخلاف قائما على أمور شخصية تمحورت لتصبح واجهة حروب نفسية، كل إناء بما فيه ينضح.
أي موقف تتعرض له إذا وجدت نفسك تصاب بالغضب، فاعرف ان المشكلة عندك، لأن التأثر خيار تستطيع ان تقول ببساطة أسلوبه يمثله، ولا يمثلني، لا يعنيني لا من قريب ولا بعيد، لكن لأننا تربينا على ان نظرة الآخرين لنا تشكلنا، فمفهوم الإعجاب نأخذه من الغير والثقة من التصفيق والمكانة البارزة من الجمع الغفير.
كل صوت حين يجد من يجيبه يرد، وكل صدى حين ينقطع مجيبه يصد، لا أحد يستطيع ان يسلبك تقديرك لنفسك، إذا كان موجودا عندك، ولا يعطيك صمام الآمان، إذا لم تصنعه أنت لك.
لو تغذيت على ماذا يقول عنك الناس، فستصاب بالغفلة التي تجعلك لا تفرق بين الحق والباطل، ولا بين ما هو لك مناسب.
البعض انساق خلف المظاهر، على حساب ذاته وكلفها فوق ما لا تطيق فقط ليقال عنه كريم، لكن هل هو بينه وبين ذاته راضٍ عن حاله، بالطبع لا فيا من تراه يعاني من ضغوط ومشاكل في تواصله مع ذاته، يقودنا ذلك لسؤال مهم في تأسيس الوعي: كيف نجعل استيعابنا لرأي الآخر فينا يدعم محبتنا لذاتنا؟ ان تكون وسطيا لا مؤثرا ولا ثائرا، لا متجاوبا ولا نافرا، جرب ان تكون مشاهدا ان كان رأيه خيرا زادك سرورا، وان كان سوءا وثقت ثقتك بذاتك أكثر.
كلما وجد الإنسان نفسه ذات قيمة وضعها في مكانها الصحيح وأصبح لديه فهم متكامل جديد.
يسألني أحد الأصدقاء عن وصفة سحرية تبقي أعصابه باردة مع حرارة الخلافات التي نشهدها؟
فقلت: ولماذا تتعاطى مع الخلاف فقال: لأنه يمس كرامتي، فقلت: متى تخلصنا من شخصنة أفعال الغير وفككنا ارتباطنا بها أصبحنا نرى، ونحن خارجها ما لنا وعلينا، فمن يسيء أفعاله تعود عليه ومن يجاوب بكلام مسيء كلامه ينسب إليه، اذن أصبحنا لا نعرف من الجاني ومن المجني عليه، كلما قلت لنفسك لا يعنيني ما اسمع وأرى، أصبحت لا تلتفت إلى الوراء.
كبر رأسك ولا تدع أي رأي فيك يثير بداخلك الرد عليه، لأنه ببساطة سيستمر في التأثير، ان رأيت من يتكلم عليك فأعرف انك وصلت لمكان، لا يستطيع الوصول إليه، استفزه نجاحك فأراد استفزازك.
لا تنظر لمن يحتال بالهمز واللمز عليك، بل أصرف نظرك عنه فمثل ما فيه شر هناك خير.
حاصر الإغريق مدينة طروادة لمدة عشر سنوات وبعدها صنعوا حيلة، وهي حصان خشبي أجوف مليء من الداخل بالمحاربين وبقية الجيش، تظاهر بالرحيل، وقبل الطرواديون الحصان على انه عرض سلام، ونهاية حصار، احتفل أهالي طروادة بفك الحصار، وفي الليل خرج الإغريقيون من الحصار وساعدوا جيشهم على التسلل والدخول للمدينة ونهب كل ما فيها.
ما يستفاد: قد يعرف الناس، من تأثرك برأيهم فيك نقاط ضعفك، ومنها يعرفون السبيل لقوتهم عليك.
Twitter @Dr_ghaziotaibi