كان للنخوة في الثقافة العربية منذ قدم الزمن ولازالت القيمة والمكانة المعتبرة كتراث وتقليد أصيل، اتسمت بها العرب أكثر من غيرها من الشعوب، وأصبحت بجانب اللغة من اكثر العناصر المشكلة للهوية العربية والمعبرة عنها دائما.
وكان يقال لكل لاجئ، أو «موتور» لأي سبب كان عندما يلجأ لأي قبيلة عربية يطلب حمايتها بأنه: اذا انتخى بهم بات تحت حمايتهم قطعا آمنا مطمئنا وباللهجة الدارجة كان يقال: «ال انتخا بات»، وهذه كما اسلفت عادة وقيمة أصيلة متى ما كانت في سياقاتها الصحيحة ومتى ما كانت تنتصر لمظلوم او متى ما كنت تضع الحق في نصابه او تعيده لأصحابه، ومتى ما كانت ايضا في مسارات التكافل الاجتماعي والمجتمعي ومعاييرهما الثابتة والمحددة.
ولكنني اعتقد انها حتما ستفقد رونقها وشروطها التصنيفية متى ما ابتعدت عن خطها المستقيم أو متى ما دخلت على خطوط اخرى قد تتوازى معها شكلا ظاهريا ولكنها فعلا ومضمونا وموضوعيا هي متضادة معها او على اقل تقدير متقاطعة معها لأن العقل والمنطق الإنساني السليم وكذلك النقل التأريخي الحديث والقديم يفيد بوجوب وضع الأمر المناسب في الموضع المناسب، وإلا فقد الهدف لوضعه أو القيمة المرجوة منه.
***
وبشكل واضح ومبسط ومباشر اريد ان اقول إن القيمة الاجتماعية الخاصة ستفقد فاعليتها ومفعولها متى ما فقدت خصوصيتها، ولا يمكن تعميمها أو تمريرها على العمل العام والسياسي تحديدا وبشكل أخص وأدق، لأن العمل السياسي او المشاركة السياسية تحتاج مقومات عامة ومعطيات شاملة، تختلف اختلافا كليا عن التكافل الاجتماعي بشكل عام، وعن النزعات والانكفاءات الإثنية الخاصة بهذا العرق او تلك الطائفة، ثم إن تعميم كل شيء دائما على كل شيء ليس مضمونا او مأمون العواقب ولا يجلب سوى الحماقة والفشل.
***
ادعو نفسي واخواني ناخبي وناخبات جميع الدوائر الخمس إلى مراعاة الله اولا في الاختيار والتصويت، ووضع مصلحة الكويت نصب اعيننا والتصويت على أسس ومعايير سياسية عامة وموضوعية وليس بناء على علاقات اجتماعية ومصلحة شخصية.
[email protected]
hammad_alnomsy@