قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) سورة العلق 1.
أمة (اقرأ) العظيمة أصبحت نادرا ما تقرأ، ومن المؤسف أن ثقافة القراءة قد بدأت بالتراجع بشدة لأسباب متعددة أهمها الأدوات الرقمية والإصدارات الإلكترونية التي حلت محل الإصدارات الورقية التقليدية، وفي الماضي القريب كانت مكتبة المدرسة والمكتبات العامة صروحا ثقافية لها محبوها ومرتادوها بل كانت أحيانا توجد قوائم انتظار طويلة لبعض الكتب لاستعارتها من المكتبة العامة أو المكتبة المدرسية، أما الآن فإن الأجيال الجديدة لم تجد من يشجعها على القراءة واختفت من بعض البيوت المكتبات وهذا هو الحال في المكتبات العامة المنتشرة في معظم المناطق، إذ انها أصبحت خاوية على عروشها تنعى سنوات ازدهارها عندما كانت ثقافة القراءة منتشرة.
إن الحل هو التحرك السريع من كل أجهزة الدولة وجمعيات النفع العام لإعادة الاعتبار لثقافة القراءة بين الجميع وفي جميع الأعمار وأن نعيد للكتاب مكانته في حياتنا اليومية أو بالأحرى نعيد له كرامته المفقودة ونعتذر له عن إهمالنا له وانشغالنا عنه، والأمل معقود على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بما لديه من إمكانيات وكفاءات ليبدأ انطلاقة ثقافية تعيد للكتاب مكانته وتشجع على ارتياد المكتبات العامة وتنظيم المسابقات للشباب لتشجيعهم على القراءة في مختلف فروع الثقافة والمعرفة، وأن يحذو حذو رابطة الأدباء الكويتيين والتي قامت مشكورة بإنشاء «نادي الطفل الأدبي» والذي يشجع الأطفال على القراءة والكتاب منذ نعومة أظافرهم لترسيخ هذا المبدأ لديهم ويصبحوا أعضاء منتجين فعالين مستقبلا.
وإنني أتذكر عندما كان ابني في مرحلة رياض الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية فقد كانت لهم من ضمن الجدول الدراسي ساعة يوميا لقراءة قصة من القصص يقوم بها أحد الأطفال ويناقشونها معا لترسيخ أهمية القراءة للأطفال وتعويدهم على ذلك، ويقع عبء كبير على وزارة التربية لتقوم بتشجيع الطلبة على القراءة وترسيخ أهمية الكتاب لديهم.
وقد كان دور الكويت الثقافي رائدا ومشهودا له في جميع دول المنطقة من قبل حيث كانت مجلة العربي والإصدارات الثقافية من الكويت تحتل مكان الصدارة في جميع المحافل الثقافية بمختلف الدول العربية، ولكن الواقع الآن يحتاج إلى يقظة ثقافية من الجميع سواء المجلس الوطني أو وزارة التربية أو جمعيات النفع العام حتى نحقق رؤية كويت المستقبل من خلال تنمية المهارات الثقافية للجميع وتشجيع القراءة وتطوير المكتبات العامة والمدرسية.