يقول المثل المصري الشعبي «الصياعة أدب مش هز اكتاف».
لدينا أزمة كبيرة تحتاج من أصحاب الاستبيانات والدراسات والمسح الاجتماعي القيام بواجبهم لتعرف على جذورها وأسباب نموها السريع، «أزمة استهتار» فاخرة.. أزمة فقدنا فيها لذة الدهشة، وأفقدتنا عنصر المفاجأة في فن الاستهتار والوقاحة، وأصبحت طاغية لدرجة انها فقدت بريقها.
سابقا عندما كانت تصلنا فضيحة أو أمر شاذ عن النسق او حتى جرأة مفرطة، كنا نتحدث عنها بتركيز واستغراب وتعجب، أما اليوم فقد أصبح هذا الموضوع مكررا وشبه يومي! وكأننا نقوم بإحصاء يومي لعدد حالات الوقاحة والاستهتار والبجاحة.. والحياة مستمرة!
نائب في البرلمان يكذب ويقل أدبه على زميله ويذكره بأنه تابع و«كلب» - أجلّكم الله - لشخصية متنفذة، ونائب آخر يذكر نوابا بأنهم تحت مظلة شيخ واحد وهو «المعزب» الرسمي لهم، وزير يتمنن على الناس بأنه نظيف اليد وكأنه نشاز (!) بمرحلة متسخة مليئة بالنهابة، فنان سخيف جدا يخرج ويذكرنا بعاداتنا وتقاليدنا والقيم التي تربينا عليها وعلينا التمسك بها، مهرج يخرج على القنوات التلفزيونية كي يمتدح نفسه ويتمنن على المشاهد بأن سموه أعطانا من وقته الثمين، كاتب صحافي جل طموحه أن يقف عند باب رئيس تحرير اي صحيفة ويعرف اسمه قبل ان يسأله، واليوم يقول: زمن الصحافة انتهى، أنيس منصور حضرتك..؟ فنانة او تسمى كذلك تحدثنا يوميا عن «الزير سالم» الذي تزوجته وأسرار فراشها وفرشتها.
والأخ أبوليلى يبتسم من أمام كاميرتها وهو بجانبها،
انتهى زمان المستهترين الأوائل أصحاب الصنعة والجودة وفقدنا تافهي الزمن الجميل الذين أبهرونا عند بداياتهم، ولله في خلقه شؤون..!