بداية، نبارك لجميع أعضاء مجلس الأمة الذين اختارهم أبناء الكويت لتمثيلهم في قاعة عبدالله السالم، ونقول لمن لم يحالفه الحظ «خيرها بغيرها»، مؤكدين أن عضوية مجلس الأمة تكليف لا تشريف، ونسأل الله للجميع التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.
ورغم أن التغيير لم يتجاوز الربع إلا بقليل إلا أن هذا الأمر كان متوقعا، والآن وقد انتهى هذا العرس الديموقراطي الرائع بكل شفافية ونجاح، بات من الأهمية بمكان الالتفات للمشاريع التنموية المعطلة والعمل على إنجازها بأسرع وقت، والنظر بعين الاعتبار لاحتياجات المواطنين، ليكون حقا مجلس 2024 مجلس آمال وطموحات، ولن يتم ذلك إلا إذا وضعت مصلحة الكويت قبل كل شيء، وفوق كل اعتبار، وهذا الأمر لا يكون إلا بالتهدئة والعمل المشترك المبني على التعاون، ففي التهدئة تنجز الأمور المستعصية.
ومن الأهمية بمكان السير قدما على النهج الذي اختطه ورسمه لنا والد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، فوصيته وصية الوالد لأبنائه، فلنطبق هذه الوصية على أنفسنا ونبتعد عن كل ما يعكر صفو الكويت الهادئة المطمئنة بلد الأمن والسلام، حتى لا نعود إلى المربع الأول، وتبقى مشاكلنا واحتياجاتنا مكانك سر، وليس ثمة شيء أفضل من لمّ الشمل، وما أجمل وصية المهلب بن أبي صفرة لأبنائه حيث يقول:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
إن وحدة الصف واجتماع الكلمة أمر محمود العواقب وفيه حماية للــوطن، وهي ضرورة قصوى في الظروف العالمية الاستثنائية التي نعيشها، وإن الخلاف سبب كل شر، فنحن ملزمون بطاعة ولاة أمورنا (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم...)، فالوحدة رباط وثيق وحبل متين لا تنفصم عراه ولا تنفك عقدته.
لنحمد الله على نعم الأمن والأمان والخير الوفير التي وهبها الله الكويت وأهلها، ولنوقن بأن التحديات التي أمامنا كثيرة وتحتاج منا إلى نبذ الخلافات والفرقة، وجمع الكلمة، والحذر من الشائعات والأباطيل التي يروّج لها ضعاف النفوس، وسيكون ذلك إذا صفت النفوس.
وفّق الله الجميع إلى الخير.
ودمتم سالمين.