لن، نتجاوزالعم قوقل! كنز معلوماتنا بكل مصطلحاتنا، وكذلك فرسان وفارسات الاختصاص بهذه اللهجة المحلية الشعبية، حيث طغى الإعلام غير الهادف عليها، كما وصفها المرحوم فناننا الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا بوعدنان، بأنها ضاعت بألفاظ ونطق مسلسلاتنا بوجوه ممثلاتها والممثلين والمذيعات والمذيعين، ومثلهم مراسلو الأخبار والنشرات الجوية وغيرهم، صوتا وصورة دون توجيه وتنبيه للأسماء والمسميات ومخارج حروفها كما هي نطقا كويتيا صرفا، بدليل أحد اللقاءات مع مذيعة متجددة للأسف، لم تتمكن من معرفة الاسم الصحيح لأميرنا الراحل أبو الدستور، سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح، طيب الله ثراه، جنة الخلد مثواه، وإحراج زميلها المقدم بمحاولاته تعديل تلك السقطة الإعلامية، مباشرة على الهواء؟!
وأمثلة مشابهة كثيرة تتكرر بالندوات والمحاضرات واللقاءات الإعلامية والطلابية، وجلسات الديوانية والأسرية وغيرها، تطلب فيها إحدى كلمات اللهجة الشعبية فتبرز لحظات، الاستفسارات عن تلك الكلمة وصعوبة إدراك معناها من قبل شبابنا وشاباتنا دون إدراكها، والرجوع لكبار السن للتأكد منها، معنى وأصلا!؟
وللإحاطة تتردد بعض المسميات والكلمات متداخلة ودخيلة على لهجتنا بسبب تداخل بعض الثقافات الهندية والفارسية والتركية والأجنبية الأوروبية، والأفريقية وغيرها، تعارف عليها أهلنا منذ القدم في رحلات البر والبحر، وقدوم قوافل خارجية للتجارة والعمل والأسفار، ليرددها الاقدمون كلغة محلية تنطق، بيننا ليومنا هذا، وأصولها معروفة لدى مراجعنا العلمية والمختصين بهذه اللغة.
ولهجاتها لابد من تصحيحها جملة وتفصيلا، لسبب جدا هام وضروري، بالتعليم والتربية المدرسية، بغياب مادة قديمة تعلمناها بأجيالنا وهي مادة التربية الوطنية!، وضرورة عودتها لتثبيت معلومات أجيالنا بمدارسهم، لإدراك، فهمها ونطقها، كما يجب وتأكيدها كثقافة وطنية لأجيال تداخلت عليهم معلومات بوسائل متعددة، أفقدتهم هويتهم اللفظية المحلية، فأصبحوا غرباء بين أهلهم، وبني وطنهم، بالمدارس الرسمية الحكومية، ومثلها الأهلية العربية، والأدهى نصف الأجنبية والأجنبية، مع كل الأسف، بلا تحصيل ولا متابعة ولا توجيه، سليم، ليدق، ناقوس الخطر كما نبه إليه المختصون ونجوم الجيل الماضي الذهبي، بميدان الفنون الهادف للتحصيل الأمثل للهوية الكويتية بكل معانيها، أهمها شعبية النطق للكلمة المطلوبة، غالبيتها عربية قولا وعملا لو كنتم تعلمون أصلها وفصلها، طالت أعماركم.