بداية، عودة لأول السلم للأصل والفصل التاريخي - الجغرافي للاسم والمسمى «الكوت» يعني الحصن الأمين للراحة والاستراحة برا وبحرا، حماية لمن يتحصن داخله، كما هو وصف المراجع المعنية. ونتواصل مع معنى «الكويت»، تصغيرا لذلك المسمى الأكبر والأشمل للكويت تم إقامته على سواحل الخليج الشرقية لصيادي الأسماك، ومرتادي سواحل بحر الخليج العربي المسلمة المسالمة بأهلها طالبي رزقهم اليومي من ثروة بحرهم وكذلك برها.
هكذا تمت ولادة إمارة بسيطة قبل 400 عام تقريبا، ثم تدرجت عبر كفاح الأعوام والشهور والدهور والأيام للتوسع الجغرافي والسياسي والديني والتاريخي، من إمارة بحرية برية تعتمد في دخلها على المتاجرة والتواصل مع من حولها بوسائلها البحرية والبرية مع تلك البلاد وعبور المحيطات والقارات بكل صبر وإرادة وشجاعة، من نسيج أبناء شعبها المؤسسين، ثم القادمين من بعدهم من دول الجوار الكل ينادي باسمها وخيراتها، ومن اتفق عليه حاكما لها، بكل ذلك النسيج المتكامل المتجانس المتصافي المتآخي، تحت سماء صافية ورقعة أرض مباركة بكل خيراتها وبساطتها ببركة خالق عظيم ونبي حليم وقرآن كريم دستورا أكيدا لها ولكل أهلها «من كان آمنا في سربه معافى في بدنه، مالكا قوت يومه. فقد حيزت له الدنيا وما فيها» كما هو الهدي النبوي الحليم. لذلك وبعد تفجر خيرات الخالق تحت تراب أرضها أواخر الأربعينيات للذهب الأسود البترول نعمة لا نقمة كما وصفها أهلها المؤسسون، وحرصهم على تثبيتها للقادم من السنين، حكاما ومحكومين، برزت ملامح دستورها الموثق بمواده وأبوابه وصفحاته للرعاية والحماية والتنمية المطلوبة والمرغوبة، لرفاهية أجيال شعبها، ومواطنيها ووافديها والشرفاء المقيمين فيها لإعمارها وتحاشي ضياعها أو دمارها، مع مرور سنواتها وأيامها وأحوالها، نتيجة إهمالها وهدر ثروتها اليتيمة، وما قدره الخالق لها تحت ارضها، وثروة البشر المتحصنين باسمها الأوفياء المخلصين لها، ولمن توافد واستفاد من تسميتها بزرع دمار لا إعمار لها بالفتن، والتنادي بتفكيك أهلها بحجج وتسميات وصفات خارجة عن نسيج متجانس، أسس وجودها وكرس تلاحمها، وتماسكها لتكون الفتنة دمارا شاملا يمس صلب وأساس تلاحمها باسم مغاير لتكاملها حكاما ومحكومين، عبر تلك الدهور والسنين المذكورة بمراجع دستورها تاريخا وجغرافيا، لابد أن يدرس ويكرس كواقع بمناهج تدريس أجيالها ونعنى رفع العلم! ورموز الوطن! وتعليم سليم بلا منهج لئيم تحشى به عقول طالبي العلم بكل مراحلهم وتخريجهم بلا نتيجة وختم للانتماء والولاء المطلوب لأجيالها التي تردد عبارتها المخضرمة: «كلنا للكويت والكويت لنا».
بعيدا عن تكتلات تنهش أطراف وأوسط وأعلى وأدنى مناحي الحياة لدرة الخليج وتاج راس كل طريج بمداخل ومنافذ ومخارج حدودها بهدر أمنها واستقرارها بما يهدم أجيالها ويشغل قيادات الأمن بأيامها وساعاتها نهارها ولياليها لحماية فلذات أكبادها شبابها وفتيانها وأطفالها بتعاطي مخدرات ومسميات لا قبل لهم بها سوى نهم وقود تسويقها لهدر طاقاتها بعقر دارهم كما يخطط لها بلا رشاش ولا مدفع! وأساطيل وطائرات لا تحمل تلك الصفات المعهودة للعدوان التقليدي للجيوش التقليدية بحروبها! فهل وصلتكم الرسالة! راجعوها جيدا وبهدوء.