واقعة عاشوراء أو واقعة كربلاء أو واقعة الطف كلها مسميات لحدث واحد وقع يوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة. بطل ذلك الحدث شخصية ليست كباقي الشخصيات فهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يلقبه بـ «ابني» وهو سبطه وسيد شباب أهل الجنة.
فلا يمكن لشخصية من هذا الطراز وبهذه المكانة أن تقوم بعمل منكر أو أن تقترف جرما. إذن فالسبب الذي دفع صاحب تلك الشخصية للثورة على حاكم ذلك الزمان لا بد أن يكون «السبب» موازيا تلك المنزلة التي يحتلها الإمام الحسين إلى الدرجة التي جعلت رسول الله صلى الله عليه وآله يتبنى ومبكرا جدا في التاريخ تأييد التحرك القادم لحفيده الحسين العزيز بقوله: «حسين مني وأنا من حسين»، فكان حدث عاشوراء ليس كباقي الأحداث، وكان المصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الشعار الذي اطلقه الحسين بكل جلاء ووضوح «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي» كاشفا عن ماهية ذلك الحدث.
فهل يمكن أن يكذب في شعاره وأفعاله من نصب سيدا لشباب أهل الجنة؟ فلا الشعار ولا الشخصية ولا النسب يسمحون للقول ان الإمام قام بعمل غير شرعي، ومن ظن ذلك فليس له من العقل نصيب.
إنه ظلم عظيم أن نحصر الإمام الحسين في فئة أو نحسبه على مجموعة معينة أو نحصره بمذهب خاص ومن المعيب المحزن ان يتصنف المسلمون وفقا لموقفهم من الحسين وعاشورائه الذي نهض من أجل الإسلام الذي يعم المسلمين ويهم الجميع، فالأحرى بجميع الناطقين بالشهادتين أن يحتفوا بذكرى الحسين بالشكل الذي يليق بها وبجلالها وبهائها وعظمتها التي أبكت مبكرا جدا عين الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم وأحزنت قلبه الرؤوم، ومن الواجب الفرض على محبي الإمام الحسين أن يقيموا ذكراه بما يتناسب مع الحزن النبوي وبعيدا عن كل الخرافات والممارسات التي تسيء لها وتشوهها.
إن من حق الحسين على أمة جده أن يستلهموا منه كيف يقفون صفا واحدا في وجه الفساد والانحراف وأن يتأسوا بما قام به ودعا إليه على صعيد كربلاء في مقاومة ومناهضة الاعوجاج لإصلاح مسار الحياة في عيش كريم، فما أحوجنا جميعا إلى هذه القدوة العظيمة! ومن حق الحسين أن نحزن عليه ونفجع على مصابه وأهل بيته وقد ذبح من القفا، وترك ثلاثة أيام بلا غسل ولا كفن على الثرى. من حقه علينا أن نحزن عليه تأسيا بالرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم!
[email protected]