ورد ضمن تفاسير هذه الآية المباركة أن المقصود بـ (خير أمة) هي الأمة الإسلامية التي كانت في عصر الرسالة الأول وخصوصا في عهد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ثم العصر الذي بعده والذي بعده حيث تتناقص هذه الخيرية خاصة لو لاحظنا صفة تلك الأمة الخيرة (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
لو نظرنا إلى واقع أمتنا لنجد هل نحن خير أمة؟ فلنبحث عن الخاصتين اللتين أوردهما القرآن العظيم لخير أمة أو العلامتين نجد أنهما بعيدتان عنا، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكاد يكون معدوما بيننا، بل ان المعروف عندنا ما أحببنا أن يكون والمنكر هو ما كرهناه. فعواطفنا أصبحت هي المعيار الذي نقيس به الصواب من الخطأ والحق من الباطل!
صرخات المظلومين والمحتاجين تتعالى في سماء العروبة والإسلام على مقربة منا تصك أسماعنا كل يوم ونحن لاهون في كل شيء إلا الإجابة أو المساعدة.
إن كثرة مساجدنا ومشروعاتنا الخيرية الأخرى تبقى غير ذات أثر إن نحن صممنا أسماعنا عن تلك الصرخات وإنه لمن المعيب جدا لأبناء خير أمة أن يشاهدوا الغرب (النصراني كما يحب البعض أن يطلق عليهم) ينتفض لمساعدة مظلومينا ومحرومينا ويضغط على حكوماته لمد يد العون السياسي والإنساني لهم في الوقت الذي نكتفي نحن بترديد تلك الأخبار ونشرها دون أن يرف لنا طرف إنساني أو أخلاقي بعد أن مات لدينا الحس الإسلامي.
[email protected]