المعرفة تعني الوعي وفهم الحقائق واكتساب المعلومة... وهي كذلك سلاح يواجه به الإنسان الجهل في العلم والفكر والأخلاق، لذا لو تبلغ المعرفة مداها فإنها لا تصل إلى منتصف مستوى الجهل، فالجهل بلاء ومصيبــة وقد يصدر من كل إنسان حتى لو كان مثقفـــا إذا لـــم يتداركـــوا مواجهتـــه.
إذا أصاب الجهل فضيلة جعلها رذيلة وإن تمكن من شجاعة حولها إلى تطرف وتهور وإذا خالط الكرم جعله إسرافا.
الجاهل عالة على المجتمع، فهو من يقلب الحق إلى باطل والطيب إلى قبيح والمحمود إلى مذموم.. يتصف بالمراوغة والحوار العقيم وسوء الظن وغيرها من الصفات المذمومة لينتصر لنفسه أمام الناس حتى لو علم أنه على باطل.
علاج الجهل هو العلم من المهد إلى اللحد دون تعب أو كسل أو توقف أو كبر واستعلاء، فالله عز وجل قال في محكم تنزيله (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) ويقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (وقل ربّ زدني علما).
عندما جاء موسى للخضر عليهما السلام يسأله علما وجده واسع العلم والمعرفة فقال (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا) فالأمر من الله نفذه موسى بأدب طالب العلم ليواجه به الجهل.
كذلك من وسائل علاج الجهل أن الإنسان لابد أن يتواضع بعلمه.. فالأئمة والعلماء على ما عندهم من علم ومعرفة لم يتكبروا ويتعالوا، فقد روي أن بعض العلماء أتاه شخص يعلمه حديثا لم يروه احد من قبل حسب ما يعلمه فاستمع إليه الشيخ بإنصات وقال بعد أن ذهب السائل والله لقد سمعته من قبل أن تلده أمه.
الجهل عدو المعرفة والعلم عمودها وسدها الواقي.. فكلما تمكن العلم اندثر الجهل فالحرب بينهما قائمة وبينهما سجال ما دام الإنسان في هذا الوجود.
[email protected]