شهران ولا أزال في لندن بعد أن من الله على والدتي بالعلاج الصحي فيها بعد معاناة مع ما ألم بها طوال سنوات أجرت خلالها عددا من العمليات في الكويت حتى كانت لندن وجهتنا الطبية، حيث مضى على وجودنا بها ستون يوما وهي ثاني اطول مدة اغيب فيها عن محبوبتي الكويت بعد شهور الغزو الغاشم في عام 90.
ولله الحمد والمنة أجرت والدتي عملية جراحية كانت صعبة حيث تجاوزت الست ساعات فسبحان الذي يسرها وهونها وهي حاليا تخضع لمراجعات طبية مع الطبيب المعالج لمتابعة حالتها التي تتحسن بفضل الله، وعودة لمدينة لندن التي كانت زيارتي هذه الرابعة لها والتي لم يتغير بها الشيء الكثير رغم بعد الزيارات الأربع زمنيا، حيث لا تزال لندن مدينة تأسر الزائر وتوثق لحظات من التأمل فيما تحتويه من إرث حضاري وتاريخ يتنقل من زمن لزمن وعبق متجذر تشتم رائحته من مبانيها وطرقها وسلسلة القطارات تحت الأرض وكمية السياح الذين يجولون هنا وهناك فلندن ليست كأي مدينة اوروبية زرتها حيث تشعر بنبض التاريخ الذي يروى في كل شوارعها ومبانيها التي تؤكد انها فعلا تستحق ان تكون البلاد التي لا تغيب عنها الشمس.
شهران مرا علي في هذه المدينة العجوز التي تتمسك بالحياة ويدب فيها الجمال رغم ترهل السنين وما خلفته السنون فيها ففي كل زوايا هذه المدنية صورة تستحق التوثيق وما يدهشني أنها تواصل المنافسة وجذب السياح والتعلق بالموضة ومواكبة التطور وكأنها فتاة او عاصمة حديثة النشأة.
وجميل ان يتذكرك الأصحاب والغالون في غيابك ويسألون عنك ويواسونك على ما يمر بك.. فقط الأصحاب والغالون لان هوامش البشر والذين كنا نخزن ارقام هواتفهم في جوالاتنا فمعرفتهم لا تتعدى هذا التخزين فقط.. ومن الجميل ايضا ان تأتيك ابيات شعرية من اخ يتذكرك ويفتقدك وهو اخي الشاعر مجبل الديحاني الذي ارسل لي هذين البيتين العذبين
لندن وطار الشوق من صدري جناح
لين ارتمى بكل الشوارع حنينه
لي صاحب من راح.. كل الفرح راح
كن السفر ماخذ معاه المدينة
[email protected]