الإرادة تصنع المعجزات، وهذا ما أثبتته فعليا وعمليا مسرحية «موجب». في نهاية الأسبوع الماضي ذهبت لأشاهد هذه المسرحية بعد الكم الهائل من القراءات والكتابات والتحليلات النقدية الإيجابية عنها، والذي أعطاني دفعة قوية ورغبة كبيرة لمشاهدتها وقد كان ذلك في مساء الخميس الماضي.
كان اللقاء قبل ساعة من العرض عندما قمت بالحجز وتسلم التذكرة، وعند النظر بها لاحظت جملة كتبت عليها «بالرجاء الحضور قبل موعد العرض بـ 35 دقيقة» وهنا شعرت بعبق الماضي الجميل للمسرح الكويتي، وكيف كان الالتزام سمة من سمات المسرح الكويتي في السابق، لم تكن عبارة عابرة قد كتبت على تذكرة المسرحية بل كان بالفعل الالتزام بالموعد وهذا ما وجدته من الجمهور بأكمله بالتزامه وتواجده قبل بدء العرض بجانب هذا التنظيم والكراسي والخشبة والشواية أعطت لي راحة نفسية وثقة ثقافية بأنها ستكون أمسية تحمل العديد من الرؤى والمتعة المسرحية، وبالفعل بدأت المسرحية مع التزامها بالوقت وأضاءت الخشبة وأخذتني المشاهدة من مسرح «دار المهن الطبية» إلى المسارح الأوروبية العريقة بما رأيته من تكنيك وتوظيف للديكور المسرحي.
لن تخوض سطورنا ما بين الماضي والحاضر والمستقبل في الأداء التمثيلي للممثلين لأن التوليفة المسرحية قطعت خط الزمن والعصور وجعلتهم عصبة مسرحية واحدة في الأداء التمثيلي من أجل «موجب»، لا خروج على النص والتزام بالخط الدرامي بل نجد أن جميع الممثلين لم يتقمصوا الشخصية بل تعايشوا المعاشاة الدرامية للشخصية وعاشوا أبعاد شخصياتهم المسرحية إلى أن أصبحوا هم بالفعل شخصية المسرحية.
تلك كانت الشخصيات التي نبع منها الحوار المسرحي الدرامي، التزمت برؤية المخرج وتعايشت مع جميع العناصر السمعية والبصرية لـ«موجب» ومع هذا التزام إلا أن عنصر الكوميديا الهادفة كان متواجدا وموظف في الحوار المسرحي ما بين الشخصيات.
«موجب» تدق طار المسرح الكويتي بما حملته من ديكور وخدع مرئية وسمعية وبصرية تعجز سطورنا إذا أردنا الكتابة والتحليل النقدي لها ولكن هي جملة أثبتها مسرحية موجب «الإرادة تصنع المعجزات» نعم فإرادة المخرج والمؤلف والإنتاج الذي لم يبخل على «موجب» بشيء وفريق العمل بأكمله والأغاني والرقصات وتوظيفها في الخط الدرامي والإضاءة والديكور والجبروت التمثيلي لكل ممثل في مسرحية «موجب» تجعلنا نقول إن «موجب» دقت طار المسرح الكويتي لإحياء مسرح عروس الخليج وتجعل الريادة المسرحية للكويت في منطقة الخليج.
٭ مسك الختام: إضاءة تخص وبرغم من خصوصيتها لا تعني التقليل من الآخر.. لن أقول هيفاء عادل بل أقول «سميحة أيوب الكويت» لما رأيته من أداء جبار على خشبة المسرح.. الحملي عندما شاهدت موجب تذكرت أستاذ سمير خفاجي وكيف كان يغدق على مسرحه ولا يبخل في إنتاجية عروضه.. بالمختصر المفيد.. «موجب» تدق طار المسرح الكويتي.
[email protected]