متطلبات البشر كثيرة وتختلف كثيرا عن بعضها، ولو لبينا جميع المتطلبات التي يريدها الآخرون مهما كان قربهم لنا لأصبحت الحياة لا تطاق، وقد تكون رغبات شخص واحد هي نهاية وضياع مجتمع كامل بسببها.
فكثيرا ما نسمع عن متطلبات الشباب وتجد من يصر على أن تلبى رغباتهم وطموحاتهم وتجد أن هذا الإصرار يكون من أشخاص كبار في السن ولهم تجارب كبيرة في الحياة وهذا الإصرار يقودنا لتخوف نسأل الله أن يكفينا شرهم.
فإما أن هذا الشخص هو عدو لمجتمعه ويبحث عن الخراب، أو أنه يريد الوصول لهدفه عن طريق دغدغة مشاعرهم أنه معهم ولهم، والحقيقة أنه لا يهمه الشباب الذي يتحدث عن مستقبلهم، ولا يهمه أمرهم حتى لو كانوا وقودا لحرق المجتمع، وهذا ما يجب أن نحذر الناس منه.
لنعُد بالزمن لما يسمى مجموعة «الهيبز» التي سيطرت على المجتمع الأميركي في فترة السبعينيات، وكيف بدأت من قبل مجاميع من الشباب يريدون أن يعيشوا حسب طريقتهم التي يريدونها دون أن يحاسبهم المجتمع على تصرفاتهم الشاذة والمنبوذة اجتماعيا.
لقد نجحت تلك الحركة في بدايتها باسم الشباب وانتشرت في كل بقاع العالم وغيرت كثيرا من الأمور في حياة المجتمعات التي ظهرت فيها، فانتشرت المخدرات والأمراض لديهم حتى لعنوا الساعة التي ظهرت بها الهيبز التي «هبلوا» بهم.
خلاصة الأمر أنه ليس كل ما يريده الشباب أو الناس يكون صالحا للجميع، فالعالم لا زال يعاني من رغبات البعض، وليأخذ كل شخص عبرة من نفسه وتصرفاته السابقة، فكم من أمر كنا نريده ونتمناه في فترة الشباب واليوم نبكي ندما بسببه.
ولنرجع للهيبز الأميركان، فقد كانت فكرة أسسها ونشرها تجار المخدرات للترويج لما يريدون انتشاره في مجتمعاتهم مستغلين الشباب، والأمر ليس مختلفا عند تجار السياسة العرب فكثير منهم يستغل الشباب للوصول للسلطة وفهمكم كفاية.
أدام الله من فوت الفرصة على من يستغله تحت أي حجة، ولا دام من يريد ضياع بلده ومجتمعه بحجة تقليد الآخرين.
[email protected]