في عام 1956 قامت الحرب البريطانية الفرنسية ضد مصر والتي سميت بالعدوان الثلاثي بسبب مشاركة إسرائيل فيها، والسبب الرئيسي المعلن لقيام هذه الحرب هو الرد على تأميم جمال عبدالناصر الرئيس المصري حينها لقناة السويس.
ويرى آخرون ممن لا يستسلمون ولا يسلمون بالمبررات والأسباب المعلنة ويفتشون في الخبايا والزوايا أن هناك أكثر من سبب لشن تلك الحرب إضافة للسبب المعلن، أحد هذه الأسباب هو تدريب إسرائيل الدولة الناشئة آنذاك على الحرب وامتحان قدرات جيشها.
هكذا يرى الذين لا يكتفون بالقراءة العينية للأحداث والذين يقرأون ما وراء الأحداث بتتبع وحرص مبالغ فيه ويميلون إلى الشك الحميد وليس بالضرورة الخبيث، أما الذين يقرأون الأحداث بشك خبيث ويغلبون نظرية المؤامرة والتخوين ويرسمون سيناريوهات قد لا يرى صدقيتها غيرهم فإن لهم رأيا آخر في تلك الحرب التي انتهت دون أن تحقق أهدافا حقيقية على الأرض بعدما رسم نهايتها الأميركان ثم الروس بإجبار الدول المعتدية على الانسحاب.
ويمكن تلخيص آراء أولئك الشكاكين المتشككين والذين لم يخفوا آراءهم ولم يكتموها داخل أنفسهم بل جهروا بها وأعلنوها أمام الملأ ومن فوق المنابر، بأن هذه الحرب العبثية لعبة دولية بقصد ترسيم جمال عبدالناصر زعيما وبطلا قوميا عربيا.
لم يكن مضى على ظهور جمال عبدالناصر وقتذاك، سوى أربعة أعوام كواحد من مجموعة من الضباط الشبان والصغار عسكريا وتحت قيادة اللواء محمد نجيب قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالملك فاروق.
ويستند أصحاب تلك النظرية التآمرية إلى ما حدث في قادم السنين على يد جمال عبدالناصر من تحولات سلبية كبرى وهزائم متتالية وتمكن إسرائيل بعد عقد من تلك الحرب من التوسع الجغرافي وتغلغلها داخل مصر من خلال احتلالها صحراء سيناء المصرية مقابل تراجعات عربية وانهيارات في الأنظمة العربية الحاكمة وتفشي الفوضى في البلدان العربية وتفكك العرب وتناحرهم.
ويقولون إن ذلك لم يكن ممكنا حدوثه لولا ايمان الشعوب العربية في أغلبها بزعامة عبدالناصر وتأييده والموافقة على سياساته وتمجيدها.
ومن أجل تلك الأسباب التدميرية تم تخليق عبدالناصر كقائد للقومية العربية.
وتلك نظريات توهمية لا ترقى لأن تكون حقيقة مسلما بها.
[email protected]