تحلى السوالف عندما يدخل رجل كبير بالسن ويتحدث بطريقة «عفوية» حيث قال: في زمن جدي وجدتك كانت «الحمولة» ونعني بها الأعمام أو الخوال وزوجاتهم وأولادهم يسكنون في بيت واحد كبير ويسكن كل عم أو خال في غرفة أو غرفتين والأمور جدا كانت طيبة، فكانت الكلمة الأولى والأخيرة للجد أو الجدة، ومع كبر الأسرة والتوسعة العمرانية التي عاشتها الكويت من بعد «تثمين» البيوت أصبحت «الزوارة» بالقطارة خاصة إذا توفي الجدان وأصبح الكل «لاهيا» مع مشاغل الدنيا، فذلك العم أو الخال ستصبح أسرته أيضا كبيرة مع مرور السنين وبالتالي سيصبح المنزل صغيرا عليهم خاصة إذا تزوج الأولاد فيحتار الأب من يسكن عنده لأنه لم يحسب هذا اليوم عند بنائه للبيت فسيخرج أولاده من المنزل كما فعل هو من قبل وبالتالي ستكون هناك معاناة من نوع آخر.
وأضاف قائلا: كثير من الشباب مقبل على بناء منزل الأحلام أو سيدخل «القرعة» ضمن توزيعات الهيئة العامة للإسكان وحتى لمن يريد أن يشتري منزلا بأن يحرص جدا على «الموقع» لأن الموقع يغنيك عن وقوف سياراتك أمام باب الجيران وتسبب لهم إزعاجا وكذلك الاستفادة من الارتداد إذا حصل وجعله كمواقف أو حديقة سواء أمام البيت أو خلفه وأن يحرص كل الحرص على بناء «شقق» من أجل أن يسكن أبناؤه معه بقدر الإمكان عندما يكبرون ولا يقولون: الآن هم أطفال فلا حاجة لي ببناء أدوار إضافية فلتعلموا جميعا أن السنين تمضي كسرعة البرق وعندها ستعضون أصابع الندم بأنكم لم تنتبهوا لهذه النصيحة وخاصة أن الإيجارات أصبحت مرتفعة جدا فلا يستطيع الراتب أن يكفي أمور حياة «الابن» وبالتالي سيعزف عن الزواج.
وأخيرا.. ويختم كبير السن كلامه: عندما تكبرون ويصبح أبناؤكم كبارا ويتزوجون ستشعرون «بكآبة» وملل قاتل لأنهم سيصبحون أيضا مشغولين بالحياة مثلما كنت سابقا وتنطر «زوارتهم» بأحر من الجمر وتتحسف بأنك لم تقم ببناء شقق لهم لكي تشعر بالأنس والفرحة معهم ومع أحفادك.
آخر المطاف: تهنئة خاصة معطرة بماء الورد والعود للعميد «توحيد الكندري» على توليه منصب مساعد مدير عام الإدارة العامة للإعلام الأمني والعلاقات العامة، فالعميد توحيد الكندري كفاءة وطنية مخلصة ومتميزة ومبدعة فوجودك إضافة مميزة للإدارة، الله يوفقك بوعبدالله وعساك عالقوة.
[email protected]