لنبتعد قليلا عن الهموم اليومية والتي نعيشها يوميا ونهرب إلى عالم الماضي الحلو والذي عشناه معا ونسعد عندما نتذكرها، فالماضي والذكريات شيء فوق الإرادة وفوق القلب وفوق المشاعر، لهذا فهي لا تنسى.
٭ في الماضي: كنا نستعد للاختبارات بالدراسة تحت إنارة الشوارع بعيدا عن إزعاج البيت وحتى يكون هناك تركيز قوي! وبعد الاختبارات النهائية ننتظر النتائج من أجل أن يقوم واحد من الربع على عزيمتنا بشرائه «سحارة» بيبسي لنجاحه لأن الأغلبية «هاردلك»، وكانت حشرة «البوباشير» والتي تشبه الهيليكوبتر تتكاثر في وقت النتائج، وكنا نتفاءل إذا ما طارت فوق «صلعة» أحدهم وكأنها تبشره بأنه ناجح ويصدف أن يحدث ويكون ناجحا، ولكن في الغالب تكون النتيجة «راسب ويبقى للإعادة».
٭ في الماضي: هناك مفهوم سائد بأن الطالب الذي يحضر «حقيبة» إلى المدرسة فهو شاطر لأنه حريص على عدم ضياع أي شيء منه، أما الذين يجلسون من وراء الصف الثاني إلى الآخر فأغلبهم يستخدم «سير» لربط كتبهم فهؤلاء معروفون ما هي نتيجتهم، وأتذكر أن أحد الذين يستخدمون السير قد قام بشراء حقيبة حتى يشعر بأنه شاطر ولكنه سقط بجدارة لأنه «مؤمن» بالسقوط بأنه فخر له.
٭ في الماضي: كان لدينا مفهوم «خاطئ» ان الذي يأكل الخبز والزعتر فهو شاطر وتكون نتيجته من الأوائل. فأكلنا لدرجة خروج الزعتر من رؤوسنا وما زلنا كما نحن نمارس هواية السقوط ونطبق المثل القائل: يا بوزيد كأنك ما غزيت.
٭ في الماضي: كانت «البقالة» بمنزلة مركز «سلطان» حاليا وتحتوي على كل شيء والأغلب كان «مديونا» عند راعي البقالة، وكنا نشتري المشروب الغازي ليس من أجل الشرب ولكن من أجل المفاجأة والتي تكون في غطاء العلبة، وكلما نشتري تكون النتيجة حاول مرة أخرى رغم ان الهدية قيمتها 100 فلس ونحن دفعنا ربع دينار دون أي نتيجة.
٭ في الماضي: كانت هناك سيارات مبيدات حشرية تدخل المنازل من أجل القضاء على الحشرات الكثيرة وكانت تستخدم «بخارا» كثيفا وخطيرا على الصحة ومع ذلك كنا ندخل بين ذلك الدخان من أجل اللعب والضحك دون أي اهتمام لخطورة الدخان.
٭ في الماضي: عندما يرسلك أهلك لشراء الخبز الإيراني فليكن في معلومك أن ربع الخبز الذي شريته قد قضى عليه ربعك وكأن ضريبة الذهاب لبيتك هو «إطعامهم»، كذلك كانت أبعد دولة نسافر لها هي «فيلكا» على «لنچ» اسمه هارون من اجل شراء بسكوت ومواعين.. والنوم على شاطئ فيلكا.
وأخيرا.. هناك الكثير من ذكريات الماضي في بالي وبالكم ولكن اكتفينا بما كتبناه علها ترسم الابتسامة على شفاهكم فقد تكونوا قد مررتم بها وعايشتموها وتسعدون بتذكرها.
[email protected]