أنا أعتذر منكم لعدم تمكني من الكتابة في الأسبوع الفائت، وأود تعويضكم بهذا المقال لربما يشعل في نفوسكم حماسة فقدتموها أو خطة أجلتموها. عنواني هو «أحدث الأشياء» التي مررت بها في الفترة الماضية وسأحدثكم عنها.
لقد كان أسبوعا حافلا جدا، إذ قرأت فيه كتابا قد أجلت إكماله سنين عدة، والدافع كان انضمامي لمجموعة جديدة تحث الأمهات على قراءة ما يفيدهن في التربية.
استفدت من تحديد تاريخ نهائي لتسليم الإجابات للمسؤولة، لقد كان تحديا كبيرا أن أدخله وأحاول تطبيق ما أقرأ خلال الفترة المحددة. صدقا إن الأمور متى ما كانت مفتوحة ومتاحة في كل الأوقات تفقد من بريقها وفائدتها الكثير.
كان الكتاب على الرف منذ وقت طويل، والأوقات الميتة كانت كثيرة لاسيما في السيارة، وقت انتظار الطفل إلى أن ينام، وقت انتظار وصول أحدهم، وفي الواقع لم أخرج من تلك الأوقات إلا جزءا يسيرا استقطعته من غفوتي النهارية لأكمل الكتاب وأحل الأسئلة المطلوبة.
الشيء الآخر الذي وددت التحدث عنه هو حضور دورة - بث مباشر - لمدة يومين، كانت عن أساليب التربية الفعالة، ولو خيرت التسجيل فيها لما تشجعت لندرة الوقت النوعي لدي، ولكنها كانت مجانية وقلت في نفسي لماذا أرفض «ربع استفادة مجانية» بعنوان لافت ومحط حاجة لدي بحجة عدم توافر الوقت كله لمدة يومين ولأربع ساعات متواصلة؟ كان في الدورة وقفات استراحة حضرت فيها العشاء وقرأنا فيها قصة المساء، واستطعت أن أؤدي مهامي والهاتف بيدي متنقلا معي، لقد كانت تجربة ثرية، وبينت لي كم أننا قد نحرم أنفسنا خيرا كثيرا ونقفل بابا مفتوحا بحجة عدم استطاعتنا وندرة أوقاتنا النوعية. من ذلك تعلمت أن ربع استفادة خير من لا شيء جديد وفراغ ممتد.
حينما أتحدث عن الفراغ فأنا لا أقصد أن لا شيء في أيدينا، أو ليس لدينا مهاما نفعلها، ولكني أقصد حياة اللا ثراء واللا جديد واللا حماس، تلك الحياة كفيلة بجعلنا آلات تتحرك ليست جديرة بأن تكون جذابة ولا محبوبة ولا منجزة. أعاذنا الله وإياكم من فراغ يورثكم ضعفا وعجزا ويأسا.
جرب أن تدخل في يومك أو أسبوعك أو شهرك أشياء لم تكن تتخيل وجودها بحجة «الوقت والتفرغ»، جرب أن تتحدى منطقة الراحة التي تعيشها، ستجد أن بعض التحديات الجديدة ستجعل ليومك لذة ومتعة لا توصف ولا تقاوم.
إن الفراغ يورث الفراغ، والإنجاز يعقبه الإنجاز. دمتم بخير وافر وسعادة.
[email protected]
Twitter @Shaika_a