الإجازة الصيفية موسم السفر والاستجمام، وفي مساء يوم جميل عشناه ومضى هاتفت صديقتي لكي اتحمد لها بالسلامة لقدومها من اجازة الصيف التي قضتها في إحدى الدول الأوروبية، وكانت تمدح الكثير وتثني على السفر لتلك الدولة، وفي نفس الوقت كانت تذم أمورا كثيرة لم تعجبها، ومن بين الأحاديث المتبادلة قالت لي:
صديقتي: ذهبنا ذات مساء أنا وزوجي وأبنائي إلى (الملاهي)، حيث الألعاب الترفيهية والاحتفالات.
أنا: ولِم الاحتفالات؟
صديقتي: إنهم يقيمون الاحتفالات لأجل خروج آخر مسلم من أراضيهم، كما أن الملاهي تحتوي على بارات كثيرة ومتنوعة، وموسيقى صاخبة، إلى جانب الفواحش عافانا الله، إلا أن الكثيرين هناك من العرب المسلمين!
أنا: هل العرب المسلمون يعلمون بمناسبة تلك الاحتفالات؟
صديقتي: بالتأكيد.
أنا: إذا كان المكان لا يناسب شخصيتي كمسلم، كما أنه يعج بالفجور والفواحش وفوق هذا يحتفلون بدافع الكراهية والبغضاء ضد المسلمين... فلِم الذهاب إليه؟!
صديقتي: المكان (ونيس) وأبنائي ابتهجوا منه، إلا أن تلك الأمور ليس لنا يد بها، ولا نكترث لها.
أنا: للوناسة حدود ليس على حساب الدين! فعلى المسلم الحرص على عدم اصطحاب أبنائه إلى أماكن تزعزع دينهم وعقيدتهم التي هي عصمة أمرهم، كما ان التواجد في هذه الاماكن يسبب فوضى في فكرهم، وإن كانت ترفيهية بالنسبة لهم.
صديقتي: صدقتي.... «الله غفور رحيم»!
الغيرة على الدين والأهل
إن الغيرة على الدين والأهل واجب على كل مسلم ومسلمة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن» (أخرجه البخاري ومسلم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه» (أخرجه البخاري ومسلم)، والغيرة هي حصن للمسلم من الوقوع في دوامة الآثام والفتن، إلى جانب أنها تؤمن له القوة والهيبة في شخصيته، حيث إن قوة فكر المسلم وغيرته على دينه قدوة لأبنائه وتنشئتهم التنشئة الصالحة التي تقيهم شر الأفكار الفوضوية ولخبطة الأمور ما بين الحلال والحرام، واستسهال الأمور المحرمة على حساب دينه وعرضه.
إن الآلاف من المسلمين يقتلون في مجازر، والجانب الآخر من العالم الإسلامي يعيش حالة من الفقر والاضطهاد والجوع، ونحن نسبح في بحر من الفتن دون أدنى غيرة على ديننا وحضارتنا التي افتكها الغرب بأفكاره ومغرياته، فالعالم الغربي اليوم يستثار ضد الإسلام والمسلمين، والمسلمون نائمون تعج حياتهم باللهو واللعب غير مدركين خطورة ما يستهينون به، يقول الله عز وجل (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.. النور:15)، كل سلوك أو فكر يستهان به آثاره وخيمة على أفراد الأسرة والمجتمع وأجيال قادمة لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى.
كان ذلك جزءا من كتابي «حوار مع صديقتي المترفة»، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
family_sciences@