لو عنّ لك أن تقف في احد ميادين إسبانيا وتصرخ قائلا (اليخاندرو) لالتفت نحوك العشرات أو المئات ممن يحملون هذا الاسم. وكذلك اسم «خلفان» في الإمارات، و«جاسم» في الكويت واسم «سيد» في مصر. فبعض الأسماء تكثر في أماكن معينة خاصة الأسماء المتعلقة بالدين، مثل اسم «محمد» في المجتمعات المسلمة بمختلف المذاهب فيها، أو اسم «بطرس» في المجتمعات المسيحية أو «اليعازر» في المجتمع اليهودي، والاسم مركب من (إيل) وتعني الله و(عازر) وتعني آزر أو أعان أو ساعد، والمعنى (المؤزر من الله).
> > >
ووفق ذلك التصنيف نلحظ انتشار أسماء «عبد الحسين» أو «عبد الرسول» في المجتمعات المسلمة الشيعية، وكلمة (عبد) تعني تابع أو خادم، كما يستعمل المسيحيون اسم «عبد المسيح» والكلمة متداولة في اسماء العرب منذ القدم مثل «عبد الكعبة» وتعني خادم الكعبة. بيد ان كلمة (عبد) تثير الحيرة لدى البعض بسبب المعنى الآخر والسائد وهو العبد بمعنى الانسان المربوب لباريه، عز وجل. وهذه الحيرة الناشئة عن اللغة والتي لا علاقة لها بالمحتوى الإيماني، تذكرنا بكلمة (الرب) التي تعني الله سبحانه وتعالى كما تعني حسب (لسان العرب) السيد والمالك المدبر والقيم ولهذا نقول رب البيت ورب العمل.
> > >
يحدث ذلك بسبب (المشترك اللفظي) وهو مصطلح يعني اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر، مثل كلمة «مولى» التي تعني السيد مثلما تعني الخادم. وكذلك «العين» التي نبصر بها وعين الماء، أو «الجارية» وتعني الفتاة الصغيرة كما تعني الخادمة. ومن الأمثال الشهيرة للمشترك اللفظي كلمة «حوب» وتعني (الغم والبلاء) كما ان الحوب هو (الجمل الضخم) حسب لسان العرب. وهناك معنى أخر للحوب وهو (الإثم) كما تعني الكلمة (الحاجة والجهد او زجر البعير)! ويضيف الأزهري بأنها تعني (الهلاك) كما قيل انها تعني (الوحشة والحزن) حتى تكاثرت المعاني على صلاح فما يدري صلاح ما يصيد!
www.salahsayer.com
salah_sayer@