هل فشل التحالف العربي في حسم الحرب في اليمن؟ سؤال يردده الكثيرون بعد مضي وقت طويل على الحرب هناك دون أن تهدأ المدافع أو يصمت دوي القنبلات.
وقد كان المرجفون في الأرض أول من بدأ حملة التشكيك هذه، سواء في الإعلام التقليدي أو في مواقع الإعلام الاجتماعي من خلال ما يعرف بالذباب الإلكتروني وهي الحسابات الممولة من جهات معادية لا تريد الخير للعرب ولا لبلادهم.
وحين نخضع النتيجة الخائبة التي يهدف إليها السؤال الخائب للفحص المنطقي والعقلاني فلا نجد سوى السراب والكلام المرسل أو الكثير من التلفيق والتدليس.
****
«عاصفة الحزم» وما بعدها عمليات عسكرية تندرج في خانة الحروب الوقائية قام بوضعها جنرالات متخصصون وخبراء في الحروب عندما رصد العالم اندفاعة النفوذ الإيراني في غير موقع ودولة، وليس اليمن استثناء.
وبعد أن بالغت طواويس «صعدة» بالتيه والاستقواء وقيام جماعة «انصار الله» الممولة من إيران باختطاف الدولة ورموزها حتى بات من الواضح أن سيناريو حزب الله في لبنان على وشك التكرار في خاصرة جزيرة العرب.
لذلك لم يكن هناك حل آخر غير الحرب وكسر تلك الشوكة الملعونة. وحسب قول الشاعر العربي القديم: «فنازلت كبشهم ولم أر من نزال الكبش بدا».
****
القول بأن «التحالف العربي فشل في حسم الحرب» تبسيط لمسألة معقدة. فمثل هذه الصدامات العسكرية لا تحدث من أجل استعادة أراضي محتلة أو متنازع عليها، بل هي على الأغلب حروب استباقية تشن لمنع حدوث ما هو أكبر أو أخطر من الواقع وقت اندلاعها.
وقد عرف العالم مثل هذه الصدامات العسكرية الوقائية أو الاستباقية مثل الحروب المناوئة للتغلغل الشيوعي، أيام الحرب الباردة، والتي سعت إلى صد العصابات المتمردة والممولة من الاتحاد السوفييتي في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
ومن يرصد الأحداث في اليمن يدرك أمرين اثنين. الأول أن الحرب نجحت في نقل المعركة إلى أرض ينشط فيها العدو عبر أزلامه. أما الأمر الثاني فإن هذه الحرب كانت، ولم تزل، حربا ضرورية.. للسلام.
www.salahsayer.com
salah_sayer@