لأننا بشر نتكون من كتلة مشاعر، فإن الوقع الأول لجملة: «انتقل إلى رحمة الله» التي عادة ما نستمع إليها منقولة عبر الاذاعة او التلفزيون أو نقرأها في وسائل الإعلام الأخرى حالة من الحزن تنتابنا وتغمرنا الحسرة، أما إذا ما اكتمل خبر الجملة بذكر من نعرف فإن الحزن يتضاعف، وتصبح حالة الفقد مؤلمة إذا ما كان المخبر عنه صديقا عزيزا.
هذه الحالات الثلاث المتدرجة في الحزن، مضاف إليها الحسرة هي التي لم تمهلني وعصفت بي دفعة واحدة لحظة قراءتي رسالة قصيرة وردت من صديق ينعى فيها أخي وصديقي حمد سالم العجمي، النقابي السابق بل العلم النقابي السابق الذي كان له دور بل ادوار لا تحصى في المحافظة على مكتسبات العمال طوال فترة توليه المسؤولية على فترتين كرئيس اتحاد البترول الاولى بين ١٩٩٠ حتى ١٩٩٤ ومن ثم بين الثانية بين ٢٠٠٠ وحتى ٢٠٠٢، فترتان مختلفتان كلية بظروفهما، ولكن الزميل العزيز حمد العجمي كان الشخص ذاته بمواقفه ومبدائه وتواضعه وعمله كنقابي لم يتوقف حتى خلال عدم وجوده على سدة رئاسة النقابة في البترول، في المنصبين او خارجهما كان نقابيا من الطراز الأول.
وكان وطنيا مدافعا منافحا عن الدستور والمكتسبات الشعبية وفي كل موقف وطني كان حاضرا.
كانت احلامه وطموحاته اكبر بكثير مما تحده القوانين واللوائح، مثلا اذكر انه كان يسعى لأن يتحول الجزء التدريبي في الاتحاد العام لعمال البترول الى معهد مواز يقدم درجة علمية فنية على غرار معهد التكنولوجيا، حلم لايزال بالإمكان تحقيقه، واذكر انه كان يتحدث ببارقة أمل كبيرة عن هذا الحلم الجميل الرائد الطليعي.
صديق عزيز ونقابي لا ينسى وناشط سياسي من النوع النادر وغير المهادن، قلت انه كما عرفته قريبا من الجميع وكان حالة نادرة في الانتخابات بالاتحادات فكان اول من يبارك له هم منافسوه.
رحم الله الصديق العزيز والأخ حمد سالم صويان العجمي، وخالص العزاء لأسرته الكريمة، وأتمنى من الزملاء في نقابة البترول او اتحاد العمال تخليد ذكراه بلفتة كتسمية قاعة باسمه او مؤتمر.
[email protected]