في حقيقة الأمر هناك لحظات جميلة ومرحة ومفرحة دائما ما تحدث في «الوقت الضايع» هذا في شأن سير مباريات الكرة بمختلف ألعابها لذلك تكون الفرحة عامرة اذا ما حققنا هدفا في «الوقت الضايع»!
ولكن في الأوضاع السياسية يتعمد السياسيون إضاعة الوقت حتى لا تتحقق المصالح الوطنية فهناك ممارسات خارج قانون اللعبة السياسية يتعمدها الكثير من السياسيين لقلب أوراق اللعبة والخروج عن المضمون في تفسير المواقف بعد اخفاق و«فركشة» وفشل المقترحات والقوانين الهادفة للمصلحة العامة! ويبررون مواقفهم بأن الوقت لم يكن في صالح هذه المرحلة لذلك يؤجل التصويت في دور الانعقاد القادم! وبالطبع تبقى اللعبة في مسار التداولات خلال العطلة البرلمانية!
ويجتهد السياسيون في تسخين القانون والمقترح باضافة رؤى ومسارات لإضاعة الوقت من جديد مع بداية افتتاح دور الانعقاد، وهكذا تمضي الدورة البرلمانية لحصد المواقف الانتخابية للمرحلة المقبلة ولحصد نقاط في صالح صندوق الانتخابات أحيانا! ولكن نحن نعتقد بأن «إضاعة الوقت» ليست في صالح مثل هذه الممارسات السياسية المكشوفة مثل خطط الفريق الكروي الذي يلعب دائما من أجل إضاعة الوقت لتحقيق هدفه في «الوقت الضايع» ولكن تنعكس عليه المواقف ويخسر المباراة وهكذا هي حالة الممارسة السياسية لهؤلاء السياسيين الذين دائما يفضلون اللعبة بضربة الحظ في «الوقت الضايع»! لذلك ينقلب السحر على الساحر ويخسر الجميع!
وهناك مواقف وحالات كثيرة اوقعت هؤلاء «السحرة» السياسيين في حفرتهم التي لم يحسنوا ادارتها، وخططها لذلك اسقطتهم الى الأبد في عقر «حفرة الظلمات» السياسية للأبد! نتيجة تلاعبهم بالوقت الضايع في المسائل الوطنية!
هكذا قصة «الوقت الضايع» هي درس «سياسي» من واقع «كروي» نضعه اليوم أمام جمهور المواطنين حتى يكون الدرس له عبرة واقعية، فالانتخابات السياسية مثل الجمعيات العمومية في المحافل الرياضية دائما الخاسر فيها من يقف مع الفاشل في تحقيق المكاسب لانه مع الاملاءات الفئوية والقبلية والطائفية لذلك يسقط في حفرة «الوقت الضايع» ويخسر في نهاية المطاف!! احيانا في الدقيقة الـ 90 وأحيانا أخرى في الوقت الإضافي الذي هو الوقت الضايع القاتل! فهل نعتبر من هذه العبرة؟!