التعلم من أخطاء الآخرين واستخلاص الدروس المستفادة منها من أفضل وسائل تطوير الذات.
طلبت في جلسة جمعتني مع وكيل وزارة سابق في الكويت، ما هي أهم نصيحة توجهها لأي قيادي آخر، فقال من خلال استمراري بالمنصب القيادي لأكثر من 13 عاما، وجدت أن أهم مهارة يحتاج إليها القيادي هي حسن التواصل مع الآخرين والإنصات لهم، دون الاستغناء عن بقية المهارات.
ويكمل وكيل الوزارة السابق قائلا إن 80% من المشاكل قد تحل فقط بإنصاتك وحسن توصلك مع الآخرين دون أن تقوم بأي مجهود إضافي عدا ذلك.
وبعد حديثه استرجعت شريط الذكريات، وإذ بموقف لا يمكن أبدا نسيانه، وذلك بعد أن عدنا إلى الكويت بعد مشاركتنا في تقديم ورقة عمل بأحد المؤتمرات الهندسية في الخارج مع احد أساتذة كلية الهندسة والبترول.
وتوجهنا إلى وزارة من وزارات الدولة لتقديم تلك الدراسة لهم والتي بدورها تساهم في توفير مبلغ يقدر بأكثر من 32 مليون دينار سنويا.
استقبلنا الوكيل في تلك الوزارة على مضض، ولكن كان الاستقبال فاترا وباردا بلا لون أو طعم.
كان الوكيل مستمعا لحديثنا دون اكتراث أو اهتمام ودون أن يتواصل معنا أو ينظر إلينا طيلة شرحنا للمشروع ونتائجه، بعدها شكرنا وغادرنا مكتبه.
وبعد أسبوعين بالضبط من هذا اللقاء الذي كان مع ذلك الوكيل معنا ومع أستاذ كلية الهندسة والبترول. أصبح هذا الأستاذ وزيرا على ذلك الوكيل الفاتر.
وبين ليلة وضحاها تغير استقبال الوكيل لذلك الوزير 180 درجة، فكانت النتيجة أن الوزير أحال الوكيل للتقاعد مباشرة.
إنها المناصب يا سادة، تغير مواقف الوكلاء والقياديين في تعاملهم مع الآخرين، ففي الكويت ومع عدم الاستقرار الوزاري، عمر الوزير سنة و8 أشهر، من قد تستقبله اليوم بمكتبك وهو مواطن عادي، قد يصبح بقدرة قادر مسؤولا عليك.
لذلك فالتواضع واحترام الآخرين وحسن الاتصال مع الغير، من أهم صفات القيادي الناجح والذي يكسب من خلالها احترام الناس، وولاءهم للعمل معه ودعمه لتحقيق رؤية المؤسسة وأهدافها.
العبارة المكتوبة على قصر السيف العامر «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»، يجب أن تفهم بعمق وتعلق على حوائط كل مكاتب الوزراء والوكلاء في الدولة كي لا ينسيهم الكرسي تلك الحقيقة.
[email protected]
Al_Derbass@