[email protected]
بالأمس ودعت الكويت ومنطقة القادسية العم الغالي أحمد عاشور المصيليخ «أبا حبيب» عن عمر يناهز 98 عاما ودفن في الصليبخات «المقبرة الجعفرية» في يوم الاثنين عصرا 24 من جمادى الآخرة 1439هـ الموافق 12 مارس 2018م.
والعم «أبوحبيب» من مواليد الحي الشرقي في «الميدان» ومعروف ان حي شرق يضم كبار تجار اللؤلؤ وكبار نواخذة الغوص على اللؤلؤ واشتهر أهل شرق في هذه المهنة وتفريعاتها مثل بناء السفن وتجارة السفر وصيد الأسماك وفي هذا المكان ولد العم أحمد المصيليخ، رحمه الله، وكان من أقرب أصدقائه عيال العم عبدالاله القناعي، رحمه الله، وعندما كبر التحق «تبابا» مع النواخذة من أسرة البدر الكرام الذين اشتهروا بتجارة اللؤلؤ والخيل وتصديرها ومنهم المرحوم بإذن الله التاجر يوسف البدر ومن بعده نجله ناصر يوسف البدر والنوخذة سعود بدر يوسف البدر، والنوخذة حمود داود البدر، رحمهم الله جميعا.
وعندما تفجر «النفط» في الكويت وبدأ التثمين ودارت عملية التنمية كان العم «أبوحبيب»، رحمه الله، من أوائل من عمل في بلدية الكويت وكان كغيره من أبناء الجيل الجميل من الرعيل الأول الذين بنيت على سواعدهم الكويت.
وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات اشترى بيتا في منطقة «القادسية» من ورثة العم المرحوم بإذن الله نصف النصف وكان بيتهم مقابلا لمنزلنا وفقدنا في بيع المنزل العمة الغالية مريم الحديد لمنزل آخر، رحمها الله، وفقدت ايضا نجلها «صديقي» د.هشام النصف، رحمه الله، وهكذا هي الحياة، وليبق لنا من ريحهم وذكراهم أخي سامي واخته ام طلال اطال الله في اعمارهما وبارك في نسلهما من «خيرة الجيران»، ولا يهونون الآخرين، ويسكن العم أبوحبيب في «فريجنا» ويكون المقرب لمجلس والدي وصديقه الصدوق.
كبرت وأنا «اشوف» واناظر اخلاق العم أحمد المصيليخ، رحمه الله، كان من النوع «اللاوي» المتواضع الذي لا تسمع منه صوتا حياء وحشيمة أوله «نفس كريمة محبة تحب الناس بأديانهم ومذاهبهم وألوانهم وأشكالهم» نوع عجيب من البشر «غير مؤذي» لا تسمع له حسا أبدا سوى هذه الضحكة المرسومة على محياه والتي تشعرك بالأمن والأمان وبأخلاقيات الشعب الكويتي من الرعيل الأول.
وفي الاحتلال العراقي الغاشم كان العم أبوحبيب «صامدا» يوصي الناس بعدم ترك منازلهم وحوّل بيته الى «ملفى» لأولادنا الأبطال من المقاومين وساعد بكل ما يملك من صمدوا وشد من ازرهم وكان وفيَّ الوعد والعهد لبلده.. رحمك الله يا أبا حبيب.
ومضة: أعزي اخواني واخواتي الذين تربيت معهم في بيتنا وبيتهم وكنا كالأسرة الواحدة، وأقول نشارككم العزاء في والدنا الذي رحل ولا نملك الا ان نترحم عليه ونقول يا مال الجنة عم أحمد المصيليخ، واللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأولى من الجنة.
آخر الكلام: مسيرة العم الصامت «أبوحبيب» تحتاج الى وقفات وكل العزاء الى انجاله حسن وحبيب وخالد ويوسف وطارق و«مريم» وسكينة وسهيلة وسمية وفوزية وسميرة وعموم آل المصيليخ الكرام رجالا ونساء في هذا المصاب الجلل.
زبدة الحچي: كنت في كل رمضان والأعياد أزوره وادخل عليه في غرفته واقبّل رأسه واسولف معه واتذكر معه ذكريات جميلة من «جيرته» وطيب أخلاقه وعشرته.
رحل العم أبوحبيب وهو بالفعل اسم على مسمى هو حبيب!
رحلت يا والدي الحبيب وانا عندما اقبّل رأسك اشعر تماما كأنني اقبّل رأس والدي وأنت والدي، ونعم الرجل انت وأسرتك وانني والله على فراقك وموتك لمحزون!
أيها الأحباب القراء في كل مكان ورحل أبوحبيب وانني ارجوكم واتوسل اليكم ألا تحرموه من دعواتكم، فلقد كان على الدوام كويتيا حتى النخاع محبا لوطنه وشعبه وأهله، بارا بالصغير والكبير واستمد كل هذه «الحبابة» والمحبة من شعبيته وعفويته من جيرانه ومعارفه وأهله وناسه ومواطنيه!
فقدت الديرة عزيزا ندعو له بالرحمة والمغفرة فلقد كان بلسما للجميع في أخلاقه وخصاله وطيب معشره، فإلى جنات الفردوس يا أبا حبيب الحبيب.. وتسقط دمعات!