[email protected]
عشت بالأمس على مدى أكثر من ساعتين أجواء احتفالية عبقة بتكريم أحد رجالات الكويت الأخيار الذي عرف عنه الوقار دون تصنع، والقيادة الحكيمة بعيدة النظر في مجريات الأمور، هو الحادب على دينه، الإنسان - الأستاذ - الرجل - الداعية - الخيري - الحكيم - العاقل - الراشد - الواثق.. والله ثم والله وتالله إنه رجال في رجل واحد!
إنه أستاذي ومعلمي وموجهي وشيخي العم حمود حمد صالح الرومي - وهو علم لا يعرف ورمز لا يجارى ولا يبارى، أول ما عرفته في عام 1968 عندما تقدمت للانتساب إلى معهد المعلمين وكان الأستاذ الدكتور يوسف عبدالمعطي والأستاذ حمود الرومي هما من يجريان المقابلات للطلبة المتقدمين.
والعم (بومحمد)، أطال الله في عمره، من تقول له الاسم عطاك أهلك، عمامك، خوالك كاش!
ملم وعارف بالأسر الكويتية وتربوي (معلم - مدرس) متمرس!
كنا إذا أردنا أن نقيم احتفالا في الهيئة الخيرية في المناسبات يسألني العم الوالد يوسف جاسم الحجي - شافاه الله وعافاه وطول لنا في عمره بصحة -عن مكان جلوسه، ولفت نظري هذا الأمر، فقال: ألا تعلم مع من تتعامل؟
فقلت: أفدني عمي!
قال هذا نوع من الرجال غير موجود اليوم، حياؤه عنوانه!
احرصوا على تكريمه وبره فهو من علمنا من فتات مائدته الطيبة شتى صنوف الأخلاق!
الله أكبر أبا يعقوب: والله إنك كنت حاضرا بالأمس في تكريمه ورأى هذا (الجيل) أنموذجا من (الناس)، طيبة وأخلاقا وعلو مكانة وعلما وتقديرا وتواضعا!
رغم أن الاحتفالية بالأمس كانت طويلة وكثير من (شيابنا تعبوا) لطول البرنامج، لكن احتراما لهذا الرجل القدير (تسمروا) في مقاعدهم!
رغم أن العم حمود الرومي من مواليد عام 1938 إلا أنه يبدو أصغر بكثير من عمره (قولوا ما شاء الله) وأنا أقولكم السر!
صانوا جوارحهم في شبابهم فحفظتهم كبارا!
ربي يطول في عمرك في صحة وعافية وراحة بال بعد أن قدمت لدولتك وأمتك ودينك كل ما تستطيع!
حمود حمد صالح الرومي أنموذج مقدم للأجيال الكويتية جاء بعد (كبار) في مقامهم ودعوتهم ومنزلتهم: النفيسي - الحجي - المطوع - الرومي - المذكور).. ولعل الأخير هو (كوبي - نسخة) من أستاذنا حمود الرومي في أخلاقه وتعامله وشخصه وحيائه وعمله.. رب أعنه على تحمل الأمانة والمسؤولية (ادعوا للعم خالد المذكور) فإنه يستاهل دعاء أهل الكويت له لإخلاصه، ولا نزكي على الله أحدا.
٭ ومضة: كلنا شاهدنا أكثر من استقبال لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - وهو يستقبل بالابتسامة العم حمود الرومي ويثني على دوره وإنجازاته وجهوده في المجال الخيري والدعوي، وأيضا سمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
أكثر من 65 عاما قضاها العم حمود الرومي في خدمة بلده ودينه، والأكيد أنه (واحد) من أبرز رجال الدعوة الذين يملكون الحكمة والفطنة والدراية في تسيير الأمور، خاصة وإن تداخلت القضايا وأصبحنا بحاجة الى من يقودنا الى بر الأمان، وهذا ما فعله بالضبط العم (بومحمد) عقب تسلمه المهمة الجسيمة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بعد رحيل العم عبدالله المطوع الذي أوصلها الى العالمية وتثبيت (المحلية) وأن تكون جمعية الإصلاح الاجتماعي (كويتية خالصة) وهذا ما حرص عليه كل الذين تعاقبوا عليها، وأيضا لا ننسى العاملين فيها وفي مقدمتهم الإخوة أعضاء مجالس إداراتها الحاليون والسابقون واصطاف اللجان والفروع.. للكل تحية وفاء وتقدير.
٭ آخر الكلام: تحية للمتحدثين الذين شاهدناهم في فيديوهات (الأخ علي فهد الزميع - د.سليمان العسكري - الأستاذ فيصل العبدالجادر - أستاذنا الكبير مقاما ومقالا د.عبدالله العتيقي - بوقتيبة - سعد النشوان - ومسك الختام مع الداعية الكبير الأستاذ جاسم مهلهل الياسين - الذي وجدنا بصمته واضحة بالأمس).
كنت أتمنى أن أسمع لمن رافقوا هؤلاء العظام كلمات ولو قليلة لكنهم كانوا أمس موجودين.
سيبقى «خط العم النفيسي، والعم بويعقوب، والعم بوبدر، والعم بومحمد، والعم بوليد» متجانسا نابعا من الكويت وهدفه دائما وأبدا مصلحة الكويت فوق أي اعتبار والتاريخ شاهد لهم بهذا، والله يرحم من قضوا نحبهم ويطول في أعمار من بقي منهم أحياء.. قولوا آمين.
٭ زبدة الحچي: إلى الإنسان المتجرد العم حمود الرومي وإلى أستاذي ومعلمي الذي أدين له بالفضل الكبير بعد الله.. أقولها ومعي كثير في داخل الكويت وخارجها ربنا يطول في عمرك بصحة وراحة بال، وأرجو أن توثق هذه التجربة الطويلة لرجل وجدته في حياتي مجموعة رجال!
(إنسان - معلم - قيادي تربوي - عضو مجلس أمة - صاحب حملة حج - رئيس لجمعية الإصلاح الاجتماعي).. تاريخ عريق لإنسان قائد محنك!
كل الشكر والتقدير لراعية الحفل أختنا هند الصبيح التي أنابت عنها وكيل وزارة الشؤون المساعد للشؤون القانونية مسلم محمد السبيعي، وأيضا لمحافظ العاصمة الفريق م. ثابت المهنا ولكل الجهات والمؤسسات والهيئات والجمعيات التي شاركت في هذه الاحتفالية.
خير خلف لخير سلف والله وحده يعين دكتورنا وشيخنا خالد مذكور المذكور على تحمل الأمانة، فجمعية الإصلاح الاجتماعي (صرح وطني كبير) بناه رجال صالحون بررة من رجالات الكويت الذين ارتقوا بالعمل الخيري والاجتماعي وفوق هذا وذاك هو حصول الجمعية على (ثقة أهل الكويت) هنا القمندة!
فحققوا كل هذه الإنجازات المباركة.
وسيظل اسم حمود حمد صالح الرومي منقوشا في تاريخ هذه الجمعية المباركة.. فشكرا كبيرة (أبا محمد) من كل شعبنا وأهلنا ويحق لك أن تترجل بعد هذه الإنجازات غير المسبوقة.
وداعا.. أستاذي.. أحبك وأدعو لك بظهر الغيب.. فضلك لا ينسى!
شكر خاص للمذيع المقدم الأخ برجس العجمي الذي تحمل طول البرنامج بربطه بأشعار ومقولات تنم عن ثقافة عالية وتمكن مهني، فله جزيل الشكر والتقدير.. بيض الله وجهك والشكر موصول لكل اصطاف العلاقات العامة بالجمعية، ما قصرتوا يا أحباب.