- هناك صداقات تعزّزت بشكل ملحوظ ونجحت في التأقلم مع القيود المفروضة
- العلاقات بين الأصدقاء قبل الجائحة كانت أقوى سواء في الديوانيات أو المقاهي
- الصداقة الحقيقية البعيدة عن المصالح كنز يجب المحافظة عليه في مختلف الظروف
- خروج الناس أصبح محدوداً والجميع أصابه الخوف والهلع وكل شخص له عذره
ندى أبو نصر
مع انتشاره السريع في مختلف أنحاء العالم، فرض فيروس كورونا المستجد أنماطا وأساليب جديدة في حياتنا اليومية، ففي ظل إجراءات العزل والحظر، والتشديد على الالتزام بالتباعد الاجتماعي بين الأفراد، توثقت صداقات ونجحت في التأقلم مع القيود المفروضة، بل وتعززت بشكل ملحوظ مع توفر الوقت الكافي بالنسبة لمن اضطروا للبقاء في المنازل، وهناك صداقات أخرى استسلمت للمستجدات الطارئة وتفرقت بأطرافها السبل، وخاصة حينما طرق «كورونا» أبواب بعضهم، فكما هو معروف ان الأزمات تكشف معادن البشر والمواقف تختبر صدق أو زيف مشاعرهم، وهذا ما أحدثته بالفعل الجائحة الراهنة، إذ إن فترة الحجر المنزلي منحت الجميع مساحة كافية للتفكير في كل شيء وإعادة ترتيب مواقع الأشخاص من جديد.
صعوبة الظروف التي يمر بها البشر حاليا اقتضت وجود وقفة مع النفس والقيام بتمحيص وغربلة للأصدقاء فمنهم من برعوا في إخفاء حقيقتهم تجاه الطرف الآخر، أو ربما نالوا أكثر من يستحقون من المكانة والاحترام فهؤلاء يجب استثناؤهم من قائمة الأصدقاء المقربين، وفي المقابل هناك أشخاص لم يحصلوا على التقدير الكافي الذي يستحقونه بعد وقوفهم إلى جانب أصدقائهم وتمسكهم بهم، حيث أثرت كل تلك الأمور على مسار وشكل العلاقات وأعادت ترتيب الأولويات.
«الأنباء» استطلعت آراء بعض المواطنين والمقيمين في معرفة تأثير «كورونا» على علاقات الصداقة، وهل استطاعت الجائحة كشف الحقائق وغربلة الأصدقاء، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية قال ضياء الرشيد انه قبل جائحة كورونا كانت العلاقات بين الأصدقاء اقوى سواء في الديوانيات أو المقاهي وبعدها أصبحت وسائل الاجتماعي هي البديل، وزادت الصداقات الإلكترونية لأن خروج الناس أصبح محدودا، وفي نفس الوقت افرز الصديق الحقيقي الذي يسأل ويتواصل مع صديقه حتى ولو بالهاتف على الرغم من ان هذه الفترة كانت صعبة على الجميع ولكن الصداقة الحقيقية لا تنقطع والصديق الحقيقي يستطيع ان يتواصل معك بأي وسيلة، وذلك حينما تخلو العلاقة الحقيقية من المصلحة.
بدوره، قال عيسى الصراف إن الصداقات الحقيقية ظهرت خلال تلك الفترة وعرفنا فيها الصديق الحقيقي «وكورونا» نظفت كثيرا العلاقات وبقي الأصدقاء الحقيقيون لأن المحن والظروف الصعبة لا تبعد الصديق الحقيقي، بل بالعكس تقربه حتى لو لم تره ولكنك تشعر بوجوده بجانبك وهو أيضا لا يتأثر بأي مصلحة أو مزاجية او حالة نفسية او اجتماعية.
من جانبه، ذكر محمد إسماعيل ان الصدقات تغربلت والفيروس أثر على الوضع الاجتماعي كثيرا، فالجميع أصابه الخوف والهلع وكل شخص له عذره ولكن يبقى السؤال والاطمئنان يظهر معدن الصداقة الحقيقية التي لا تحمل أي مصلحة.
من ناحيته، قال جورج ارسلان ان الصداقات الحقيقية تعمقت اكثر والغير حقيقية اختفت وفي هذه الفترة ربما كان لبعض الناس عذرهم لأنها كانت صعبة والجميع متخوف من العدوى.
وأضاف ارسلان: التقي أنا وأصدقائي المقربون مع أخذ الاحتياطات اللازمة كل فترة لتبادل الأحاديث الودية والاطمئنان على بعضنا البعض، فالصداقة الحقيقة البعيدة عن المصالح، كنز يجب ان نحافظ عليه ونكون متعاونين في السراء والضراء.
من جهته، قال علي دشتي إن أزمة كورونا علمتنا دروسا كثيرة وخاصة خلال تطبيق التباعد الاجتماعي والاشتراطات الصحية والتقيد بنظام معين في الحياة اليومية، وكانت بمنزلة اختبار للصداقات والعلاقات الاجتماعية، وكان هناك تخوف وحذر كبير وخاصة لدى كبار السن والاطفال من العدوى، ولكن ذلك لا يمنع من التواصل حتى ولو بالهاتف لأن الصداقة الحقيقية وعشرة العمر «لا تهون».
في السياق ذاته، قال نبيل الحلقي إن زمن كورونا كشف الحقائق وبين معادن الناس واختبر مدى جدية الصداقات والعلاقات هل هي حقيقية أم صداقات مزيفة مرتبطة بالمصلحة؟